أخذت روان قداح قلوبنا بلا شك وهي تروي تلك التفاصيل المرعبة من دون ان يرف لها جفن. أن تنزل دمعة او يختنق صوتها، أن ترتجف ولو قليلاً عندما تقول أن والدها اعتدى عليها جنسياً
لكن ثمة ماهو أبعد من التعاطف مع طفلة أو حالة، وأبعد من موقف سياسي أو ثوري، حيث لابد هنا ان تقف بعد ان تشاهدها مذهولاً وحائراً لتختنق بدلاً عنها ولا تعرف ما تقول.
لابد أن تتالم من الحد الذي وصل إليه هذا النظام بشرخ النسيج الوطني والاجتماعي ضارباً بعرض الحائط أبسط الأعراف والتقاليد السورية وأبسط روابط العائلة الواحدة.
لابد ان ترتجف عندما تفكر كيف يسمح هؤلاء الرعاع السفلة في الإعلام الرسمي لأولادنا وبناتنا ان يشاهدوا ويسمعوا كيف ان أباً مارس الجنس مع ابنته الطفلة، وجلب غرباء ليمارسوا الجنس معها ايضاً وكيف ان والدتها موافقة فوق ذلك.
كيف يبرر الأهل لاولادهم؟
كيف ستشرح الأم لابنتها المراهقة ان اباً يفعل ذلك بابنته وهي التي -شأن جميع السوريين- تتلعثم أمام اسئلتها البدائية عن الحب وعن الدورة الشهرية؟
اي قبح هو هذا؟
اي درك ننحدر إليه مع هكذا نظام مافيوي هائم في جنونه و إجرامه؟
أمن أجل ان يثبت جهاد النكاح كل هذا؟
ألم يفتِ له بائعوا الخردة الادونيسيون بوجوده وكفى؟
ماذا يريد بعد؟ هل سيجبرنا على مشاهدة أب يغتصب ابنته على الهواء ليقول للعالم انظروا هؤلاء هم الثوار الذين يطالبون بالحرية.الى أي هاوية يدفعنا ذلك المعتوه الاخرق! الى اي مستنقع من الحقد والكراهية والطائفية تريد ان ترمي بها السوريين تلك العصابة، نحن السوريون الطيبون، أولاد العيل والقهوة المرة. نزغرد اذا حصل أطفالنا على عشرة في الإملاء ونغني في اعراسنا للجولان مع حنّة العروس.
نحن الذين نراهن على وجهك الجميل يا روان وجهك الذي يجعل من هذه المهزلة لا تطاق وكأنه – لفرط براءته – خارج للتو من كتاب القراءة: ينتظر -لايزال – ان يُصنع بيتًٌ للّعبة…
لكنهم فتكوا به يا روان
وفتكوا بك وبالبيت واللعبة، بالقهوة وبالحواكير وبالحنّة وبنا جميعاً
يا روان
يا روان
