على الطّرف الآخر من المقاعد -غير الظاهرة في الصورة- أخرَجَ أحمد نسيم برقاوي قلم ستيللو أصلي لا يستعمله إلّا الفلاسفة وكتب بهدوء على المقعد الّذي أمامه:
شذرة: لابدّ للفيلسوف من إعادة تفكيك هويّة هذا الرّاكب وأيّ راكب موجود أو غير موجود ثمّ دحض الأنا العليا والسّفلى باستمرار حتى الوصول للحقيقة، إبن خلدون حكى عن دحض الهويات المؤدي للحقيقة، الحريّة لحقيقة الراكب الّذي لا نعرفه.
شذرة: لابدّ للفيلسوف من إعادة تفكيك هويّة هذا الرّاكب وأيّ راكب موجود أو غير موجود ثمّ دحض الأنا العليا والسّفلى باستمرار حتى الوصول للحقيقة، إبن خلدون حكى عن دحض الهويات المؤدي للحقيقة، الحريّة لحقيقة الراكب الّذي لا نعرفه.
في جوارِه مَقعدٌ معكوس جلس عليه سلاڤوي جيجيك وكان على وشك إبلاغ السلطات المختصة عن هذا العمل التخريبي، لكنّه اكتفى بالتأفف وإشاحة وجهه مع ترديد: رأسمالية، رأسمالية في كلّ مكان، رأسمالية وكارهيها، رأسمالية ومحبيها، ثم وإن كان هذا ستالين فما الغريب هنا، هو أيضًا سيضطر لاستعمال منتجات عنف الرأسمالية للترويج لديالكتيك الاشتراكية، القصة معقّدة، القصّة معقّدة.
توقّف المترو، توجّه جيجيك إلى بيت حماه على عَجل، هو عيد ميلاد زوجته الجديدة عارضة الأزياء العشرينية وهي لا تحبّ التأخّر عن المواعيد، هو يرى أنّه لابدّ للفيلسوف من امتلاك رغبة تذوّق أيّ شيء طيّب ثمّ نقده كمنتج غير بروليتاري خاضع لسلطة الاقتصاد الأعلى، لابد من التّجريب، عدم فعل هذا هو من آثار البلشفية المتأخرة والخوف من الإسلام.
برقاوي وصل مقهى خاص للفلاسفة، تناولَ كرسيًّا لا يشبه شيئًا ولا شيء يشبهه، طلب من الناذل الغامض كأسَ عصير طبيعيّ وتفاحة حمراء، حمراء بلون الحريّة، ثم لم يشرب ولم يقضم، أشعل سيجارة ولم يُدخّن، تأمّل فقط في ما قاله صادق العظم قبل وفاته: لا فلاسفة في مطاعم هذه المدينة. فتح حسابه على الفيسبوك وكتب:
شذيرة: مقالي اليوم في جريدة الرأي، الأستاذ المفكر الفيلسوف أحمد نسيم برقاوي يضع النقاط على الحروف كالعادة، الفيلسوف لا يصبح موتًا، والموت لا يصبح فيلسوفًا، الخ الخ.
شذيرة: مقالي اليوم في جريدة الرأي، الأستاذ المفكر الفيلسوف أحمد نسيم برقاوي يضع النقاط على الحروف كالعادة، الفيلسوف لا يصبح موتًا، والموت لا يصبح فيلسوفًا، الخ الخ.
الميترو استمرّ في الحركة – غير الظّاهرة في الصّورة -.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.