نيغاتيف – روزا ياسين حسن

لا أعرف إن كان ثمة ما يسمى: رواية توثيقية!

لكني أعتقد أن التخييل هو الفضاء الذي تزهر فيه الروايات. والتوثيق عكس ذلك تماماً. أي أن الدروب تحت تأثيره تكون مرسومة قبل البدء بالكتابة! بالتالي فالعالم التخييلي، الأجمل في السرد برأيي، هو في التوثيق محدّد بمسارب لا يحيد عنها، بنهايات منجزة سلفاً، وبشخصيات معروفة ومؤطرة خارج تطور لغوي، ينبغي أن يكون حراً، وخارج تنويعات السرد والحكاية يعبث بهما الخيال الخلاّق.

لكن الأمر كان هنا مختلفاً!

لأن التخييل سيعمل، كالعادة، على ليّ القصة الحقيقية. بمعنى آخر سيعمل على حقن ما حدث بنكهة ما لم يحدث، بالتالي ستبقى التجارب، المتاهات، الحيوات، كل ما كان هناك ولم يكتشف، ولم يعرف عنه، قيد التخييل فحسب. وهذا ما لم أرده.

كان علي إذاً أن أضحّي بروعة التخييل الروائي، الذي ما زلت من أشدّ المتحمسين له، في مقابل حفظ الحقيقة، أو لنقل، بمعنى أدق، حفظ التجربة.

ولمَ رواية؟!
ربما لأن ما حدث هناك لم يحدث إلا لتكتب عنه الروايات.
روزا ياسين حسن
دمشق 2007
————————
.
.

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.