“خرتيت” سوريا

Screen Shot 2012-07-22 at 10.55.38 AM
فادي عزام

 

اليوم تتعرف أيها السوري على جغرافيا بلدك على اللطمانية كفر زيتا، تفتناز، حريتان، أريحا، عسالة الورد، قدسيا، أنخل، داعل .. . .. إلخ

تتعرف على مدن وقرى والأحياء التي تدخل الذاكرة من بوابة المجزرة.

تتعرف كيف يباد سقف البيت وسقف الحلق وسقف السماء!.

اليوم وأمام طبوغرافيا الدمار الموزع حصصا بالتساوي على كل من قال (لا) بعد أن أدمن النعم.

اليوم تدفع أيها السوري ثمن كسلك في معرفة تضاريس بلدك ..لو كنت حفظت الدرس جيدا لما تكررت حيل الخرائط. لما تكررت حماة لما وافقنا أن نتعايش مع القتلة ممن ذبحوا حماة أربعين عاما ونحن نحتال على كل علوم الطبيعة ونعمل ونصدق إن الزمن يحول الذئب ” الملغوث ” إلى كناري بمنقار أحمر.

اليوم لو كنت من أحد المدن أو البلدات أو الاحياء التي تدرّس على الفضائيات وهي تشرشر دما.

كنت ستعرف بالضبط إن تعريف الجغرافيا هي تاريخ متجمد يحوّله السفاح إلى زمن سائل مُعاد يتّقطر دما.

لم يتخثر بعد جرح الثمانينات ليكرر التاريخ نفسه بالمهزلة المجرمة ذاتها. لكنها اليوم في كل مكان يردد الكلام القديم لمعلم الموت الليبي .. ( نار حمرا .. جمر ) سيكويها بكل جهنم يتقنه.

إنها حرب إبادة والخريطة لم تعد تقنع بالجهات الثابتة بأي لحظة بلدتك يمكن أن تُباد.

أيها الآمن اليوم .. هذا “الخرتيت” لا آمان له.

دمك فقط هو المؤجل، فشهيته لا حدود لها غفد استباح ما لا يباح.

كل يوم يبقى سيد الهباء والموت حاكما سيكلفنا شهرا لترميمه لاحقاً.

كل ساعة يبقى فيها بيننا سيلغّم حياتنا لسنوات بعناقيد غضبه وعبوات مكره كل دقيقة إضافية ستكلفنا روحا طاهرة أخرى.

كل ثانية يتنفسها من هواء بلدنا، سيزفر بها العدم ويجلب إليها كل انواع الارتزاق والهباء والسفاحين اللاحقين.

أيها السوري اليوم في المدن المطمئنة. لا طمائنية إلا لحدود الأعداء أما أنت فدمك “بالمنيو” الطويل لأكل الاكباد.

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.