مقام الحاجز

الأخبار يوم بيوم من المناطق “الآمنة”…
بتغلطوا إذا بتظنوا إنو الأقليات بتلزم الحكومة بشي، أو إنها – الحكومة – بتحسب حساب حدا منها…
ما عاد يتخسروا علينا ثمن بنزين ليجيبونا من البيت بسياراتهن. بالعكس، محتاجين سياراتنا اللي قضينا نص عمرنا لنجيبها، والنص الثاني لنسدّد ثمنها…
في حاجز ثابت بقرية ذيبين مهمته بس إنو يلقّط الشباب الهربانين من الخدمة الإلزامية أو الاحتياط.
بيقولو إنو الحاجز للأمن الجوي، وسيارة الفرع واقفة هونيك دايماً. يعني ما حدا يقول إنو حاجز طيار ولا للجيش الحر ولا لجبهة النصرة.
المنطقة تحت حماية الحكومة عالآخر، والناس فيها نايمة بالعسل.

بتاريخ 3 تموز وقفوا سيارة بيك آب فيها ختيار ومرتو وإبنهن الشب وخطيبتو وبنتهن وحفيدتهن. دقّقوا بالهويات كثير، بعدين نزّلوا الكل من السيارة، ومن غير لا كلمة ولا ثنتين حطوا الختيار وإبنو بالصندوق ومعهن ثنين مسلحين بكلاشن، وساق عنصر ثالث السيارة ما حدا بيعرف لوين. وتركوا النسوان عبيبكوا والطفلة عبتصرخ بعز دين الظهر وما حدا من الناس اللي هونيك استرجى يتدخل.
هذا الختيار عندو شب ثاني كان من كم شهر عبيخدم عسكرية وقرّر ما يرجع بعد الإجازة. تخبىّ بالبيت لحتى مدري مين فسد عليه وأخذوه وبعدو لليوم ما حدا بيعرف عنو. لكن الختيار وابنو الثاني اللي كان بالسيارة ما إلهن علاقة لا بالسياسة ولا بالعسكر. وصار ماضي اسبوع لا رجعوا هني ولا السيارة ولا حدا عبيسترجي يسأل وين ممكن يكونوا صاروا.

كمان من شهر على طريق المطار في سائق معثّر بيشتغل بالأجرة على سيارة ايسوزو عليها نمرة السويداء. السيارة مصندقَة وجايب فيها بندورة من الشام. وقفوه الشباب خللوه ينزل كل صناديق البندورة لحالو وهو معو ديسك. وأخذوا السيارة منو شي خمس ساعات والمسا رجعوها وقالولو: يسلموا ايديك يا حبيب. كانت البندورة انسلقت لحالها بالشمس.
فتح السيارة وطلعتلو منها ريحة الدم وشي أصبع شي سنّ شي شقفة إيد شي جلد عليه شعر. الزلمي انرعب. بس استوعب إنو هون بالسيارة كان في بشر ميته مدري لوين أخذوها…ترك البندورة بارضها وساق مثل المجنون على بيتو بالسويدا.
ظلّت زوجتو تشطف بالسيارة ساعات، ريحة الحارة صارت كلها دم. ما حدا سأل ليش هالزلمي جنّ وما عاد يروح عالشام ولا على أي محل. قاعد بالبيت عميحاكي حالو والجيران ما عادوا يفوتوا على بيتو.