سجن المزة العسكري:
جاهز للمغادرة أنا وها هي أمتعتي معي …
أحد نزلاء السجن يسأله:
– أين ذاهب؟
– إلى البيـت. مللت. كفى إقامة. البارحة وردتني رسالة من زوجتي التي تعمل عاملة في (كونسـروة) اللاذقيـة. تشكـو ضيق الحال، وأنها مشتاقة، وأنها لم تعتقد أن غيابي سيستمر كل هذه المدة، كما أكدت أن الأولاد بحاجة ماسة إلى وجودي.
متحدثاً إلى اللجنة الطبية النفسية وضحاكاً .
تريدون دفاتري التي كنت أكتب وأرسم عليها ..
– أريد سيجارة
– حسب معلوماتنا أنت لا تدخن، فلماذا تريد سيجارة؟
– أريد أن أراكم وأرى أوسمتكم ورتبكم. الدخان يساعدني على ذلك.
طال بقاؤنا في هذا السجن أكثر من الازم …
زيارتـي ليست دوريـة. تجيء عندما تتأمن الإمكانية المالية تتأخر أكثر من ستة أشهر حيناً. ولا يأتـي أحد سوى زوجتـي أسألها عن الأولاد. تقول: إنهم يكبرون .. صارت الكبيـرة التي تركتهـا ابنـة أربع سنوات في الصف الثامن. أما باسم فهو في الصف السابع . أضحك، وهي تبكي. أبكي وهي تضحك، وهكذا نتصافح البكاء والضحك ونرقصا رقصة (1)الكاريوكا.
* لمراجعة السيرة الذاتية للكاتب راجع – هذا الرابط
المراجع
↑1 | الكاريوكا |
---|
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.