أحمد سويدان

أحمد سويدان

أديب وصحفي متقاعد من مدينة السلمية، معتقل سياسي سابق لمدة إثنا عشرة عاماً ونصف 1982- 1994. أصدر بعد خروجه من المعتقل ثلاث روايات قصيرة: الزمن العقاري، كذبة نيسان، ومرآة الأنام، حيث تمكن من إعادة انتسابه لإتحاد كتاب العرب، بالإضافة لمجموعة قصصية عن مدينة السلمية بعنوان "خيوط تقطعت".

تاريخ من لا تاريخ لهم – ١٠

أحمد سويدان – 1991     اليوم الثاني عشر 12/2     وقع صاروخان أحدهما على تل أبيب عاصمة إسرائيل والثاني على الظهران في المملكة العربية السعودية. خرجت من الباب عندما أخرجوا مواعين الماء، كانت الساعة السابعة .. في الزاوية…

تاريخ من لا تاريخ لهم – ٨

أحمد سويدان   اليوم الرابع 4/2 كذلك خرجت اليوم كي أتمشى في الممر، وقد بدت رؤية الشمس وحبالها الذهبية حلماً بعيد التحقيق، ومن عمق هذا الحرمان وهذه السنوات الكؤود ومن لمعان الشيب الذي احتل إطار الرأس الأصلع ترد وترقص ذكريات…

تاريخ من لا تاريخ لهم – ٦

أحمد سويدان     الأربعاء 16/1 أبواب المهاجع مغلقة. استدعى مدير السجن شاويش الجناح. هدد بإنزال عناصر الشغب إلى الزنازين. رد الشاويش بأن حمل السلاح أو التهديد به ممنوع منعاً باتاً. قال المدير إنه سيستمر في إغلاق المهاجع. بل –…

تاريخ من لا تاريخ لهم – ٥

أحمد سويدان   الجمعة 11/1 مشيت في الممر الفاصل بين الجناحين، وذلك بعد الغداء(عادة نتناول الغداء في الواحدة)، ثم يجري تنظيف الممر أمام المهاجع من قبل المهجع المناوب وعند الثانية يجري التفقد، ومن الثانية إلى الثالثة تحدث قيلولة يلتزم الجميع…

تاريخ من لا تاريخ لهم – ٤

أحمد سويدان   الأربعاء 9/1 تزداد الذاكرة في السجن صفاء، وتبرز صور من الحياة شتى. كان الإنسان قد سلاها. بل وغاضت نهائياً، وامَّحت .. من جديد تنبثق شيئاً فشيئاً .. هكذا حدث معي. لكن الغير يقول أن السجن يقعد الجسم،…

تاريخ من لا تاريخ لهم – ٣

أحمد سويدان   السبت 5/1 جاءت زيارتي. بيني وبين الزائرين شبكتان من الحديد.. بالكاد تتلامس الأصابع الزوار: زوجتي، وابنتي الصغرى ريما التي تركتها ابنة تسع سنوات، الآن هي في السابعة عشر عاماً. في عيني زوجتي يتراقص الحزن، ولكنها قوية العزيمة…

تاريخ من لا تاريخ لهم – ١

يوميات السجين أحمد سويدان 1991 – 1994   ما يشبه المقدمة كان ذلك في السابع والعشرين من أيلول عام 1984، عندما تقرر نقلي من فرع التحقيق العسكري الواقع في محيط “الجمارك” وكلية الهندسة ووزارة التعليم العالي، إلى سجن “تدمر” ذي…

باص الحرية

أبو قصي، أحمد سويدان. المكان: سجن صيدنايا العسكري. إستيقظ الجميع على صراخ أحدهم وهو ينادي يلا طالعين إلبسوا يلا إلبسوا بدنا نطلع.. وكان الذهول للحظات !!!! معقول, سنخرج, معقول, ……  وساد صمتٌ لدقائقَ عدّة …. وكلٌ لوحده يفكر…. إما بأولاده وإشتياقه…

قصة رقم 5 (عبد القادر إستانبولي) – أحمد سويدان*

أحمد سويدان أضطرب وأمتلئ بالقلق عندما يقترب موعد الزيارة … أدخل وأخرج من الحمام وأنا أغسل وجهي ورجليَّ وأنسى بعد قليل أنني غسلتهما فأعود بعد ثوان لغسلهما. ها هي تلك الوالدة تتعكز وتستند على ابنتي حينا وعلى عكازها حيناً آخر.…

قصة رقم 4 .. احمد سويدان*

أحمد سويدان  أي سجين طالت اقامته اكثر من الثمان سنوات. اليوم خرجت، مشيت بجوار بيتنا، صعدت إلى أعلى السطح، تفرجت على المارة اليوم ركضت حتى الانهاك، ورقصت في الشارع، ركلت علب فارغة في الطريق، تأملت قدمي. كم هو رائع ان…

قصة رقم 3 (أو باسم) – أحمد سويدان*

سجن المزة العسكري: جاهز للمغادرة أنا وها هي أمتعتي معي … أحد نزلاء السجن يسأله: – أين ذاهب؟ – إلى البيـت. مللت. كفى إقامة. البارحة وردتني رسالة من زوجتي التي تعمل عاملة في (كونسـروة) اللاذقيـة. تشكـو ضيق الحال، وأنها مشتاقة،…

المنفردة: ضجيج الصمت – قصة لأحمد سويدان*

أيام المنفردة ولياليها قاسية جداً. تسمع فيها صوتاً للصمت، وطنيناً للسكون. لا تتعرف على الليل و لا على النهار ولا على الوقت، إلا من خلال وجبات الطعام وصراخ الموقوفين في الساحة وغرف التحقيق… تأتي في بالك أيامك في البيت وحياتك…