أبو قصي، أحمد سويدان. المكان: سجن صيدنايا العسكري.
إستيقظ الجميع على صراخ أحدهم وهو ينادي يلا طالعين إلبسوا يلا إلبسوا بدنا نطلع.. وكان الذهول للحظات !!!! معقول, سنخرج, معقول, …… وساد صمتٌ لدقائقَ عدّة …. وكلٌ لوحده يفكر…. إما بأولاده وإشتياقه لهم , ومنهم من فكر بزوجته وبدأ يحلم بحضنها وبلحظاتِ حبٍ معها ومنهم من تذكر أمه التي توفّت ولم يراها وهي اللتي ماتت من قهرها عليه … ومنهم من تذكر والده الكبير اللذي مازال ينتظر رجوعه للبيت ليغسلَ عيونه برؤيته قبل مماته …… ومنهم من تذكر مدينته وبدأ يستذكر شوارعها ….. ومنهم من بدأ يحلم عند دخوله البيت ماذا يقول او يفعل كيف سيرى صغيرته ويحملها ويلعب معها …..وفجأةً …. تعلقت العيون بأحدهم واقفآ ولا يلبس شيئآ من ثيابه… والدموع تسقط من عينيه ويقفز من الفرح ويقول بأعلى صوته بدنا نشوف القمر بالشام ياشباب يلااااااااااااا .. يلاااااااااااا
عرف الجميع ماحصل وإقترب منه الشباب هدأو من حاله وألبسوه ثيابه وهم يغنون لفيروز وأعطوه دوائه حتى نام …. وبدأ الهدوء يرجع للمهجع في سجن الشباب بصيدنايا …. وإنمحت كل الأمنيات بلحظة كي يبدأ الكل بواجباتهم المعتادة من العمل أو الكتابة أو القراءة أو تنظيف المهجع أو البدأ بالتفكير من سيطبخ اليوم ….
ينظر إليهم جميعآ بعد أن إنتهى من أول كأس من المتة وبكل هدوئه المعتاد يقول لهم أبو قصي بصوته المنخفض وتلميحاته اللتي لاتخلو من السخرية
وهذا أوَلُ راكبٍ للباص …. إبدأو بتسجيل الأسماء ياشباب…
تعالت الضَحِكات لتَهُزَ السجن بصباحٍ آخرٍ …. ويبدأ الباص بالتحرك
المعتقلون … المعتقلون … المعتقلون.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.