الصفحة الرئيسية / نصوص / شهادات / مذكرات أحمد سويدان / قصة رقم 5 (عبد القادر إستانبولي) – أحمد سويدان*

قصة رقم 5 (عبد القادر إستانبولي) – أحمد سويدان*

أحمد سويدان

أضطرب وأمتلئ بالقلق عندما يقترب موعد الزيارة … أدخل وأخرج من الحمام وأنا أغسل وجهي ورجليَّ وأنسى بعد قليل أنني غسلتهما فأعود بعد ثوان لغسلهما.

ها هي تلك الوالدة تتعكز وتستند على ابنتي حينا وعلى عكازها حيناً آخر. ابنتي التي غادرتها وهي مازلت جنيناً متكوراً في رحم أمها أراها وقد أصبحت في الصف الثاني الإبتدائي.

آه كيف أمكنني ترك والدي العجوز. كان من المفترض أن يتوقف عن العمل من زمن بعيد … ها هو الآن مازال يعمل كبائع للخضروات بعد أن أصبحت أنا وأخي عالة عليه في سجننا.

أه .. لقد أعتقلوا أهلنا أكثر منا.

ربما نكون خضنا التجربة بالجسد والروح ولكن لا شيء مؤلم مثلما أن تجد نفسك عاجزا تماما . تصبح الزيارة سجنا للأهل وألما كبيرا. الألم الوحيد المرتجى .. وسط الفراغ.

————-
* لمراجعة السيرة الذاتية للكاتب راجع  – هذا الرابط

ملاحظة: هذه القصة من مجموعة من خمسة قصص نشرناها تباعاً للكاتب

عن أحمد سويدان

أحمد سويدان
أديب وصحفي متقاعد من مدينة السلمية، معتقل سياسي سابق لمدة إثنا عشرة عاماً ونصف 1982- 1994. أصدر بعد خروجه من المعتقل ثلاث روايات قصيرة: الزمن العقاري، كذبة نيسان، ومرآة الأنام، حيث تمكن من إعادة انتسابه لإتحاد كتاب العرب، بالإضافة لمجموعة قصصية عن مدينة السلمية بعنوان "خيوط تقطعت".

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.