قبل قليل .
و في القابون .
و على طول الساقية .
طاح فتيانٌ في الماء
و خرجوا يضحكون من فورهم .
قبل قليل .
و في القابون أيضا .
سرق أحدهم كعكا من مخبز عسالي .
و توغّل في السوق
دون أن يلتفت إلى الوراء.
رغم أن أحدا لم يكن ليطارده .
كان الجنود يُفصّلون بزّاتهم , في القابون .
و الناس يذهبون إلى حفير , من القابون .
و العساكر الهاربون من خدمتهم , يُساقون إلى القابون .
و في القابون ..
كان الأولادُ يدخلون إلى بيت لا على التعيين
مفتوح الباب
و يصعدون إلى سطحه
و يقفزون إلى سطح آخر
و ينزلون إلى بيت آخر .
و يخرجون من باب آخر .
حاملين عرائس زعتر طائشة في أيديهم .
…..
بيد أنه بالإمكان رؤية المستقبل .
بالإمكان تفرّسه .
و هو يبدو , في ما يبدو عليه .
كوجه يبينُ من العين الساحرة
و الملامحُ الحادّة , و الغليظة, أقرب من سواها .
…..
يوما ما .
و انا متأكدٌ من هذا
ستسمعون طرقاً على الباب في آخر الليل.
و تفتحون على عجل .
و لن يكون ثمة من احد هناك .
و كما تفعلون دائماً
سوف تحملون الشيطان مسؤولية ذلك
و تقومون بشتمه.
……
بإمكانك أن ترى ما يحدث في الداخل.
لكنك ستتأفف من غباشة المنظر .
و ذلك سببه
أن أحد المارة قبلك ، كان فضوليا أكثر من اللازم
فالتصق بالواجهة الزجاجية
بوجهه و يديه .
……..
فلنقل أن الأحلام شيء ما .
غير واضح الشكل
يقتربُ و يبتعد
مثل حصاة نتسلى بركلها و نحن نمشي
……
ثمة كبشٌ تائه على مفرق حفير
يخشى من المشي على الاسفلت .
ما علينا .
أذّن الصبح , و توارى صوت خرير الماء .
قال المؤذن في ابتهاله ‘ القبرُ مفتاح العمل ”
و تكوّر الفتيةُ تحت الدثار السميك .
النّور لم يحسم أمره بعد .
لكن خديجة و ضعت سبحتها ذات الألف حبة جانبا
و قامت من فورها إلى البستان .
ذلك أن الندى يقطر الآن من التين
و هذا خير الأوقات لقطفه.