دعت منذ فترة مجموعة من الشباب الناشطين في أنكلترة، إلى مظاهرة تضامنية مع الشعب السوري.
واستطاع هؤلاء الشباب إقناع واحدة من أرقى وأهم المنظمات العالمية ” الأمنيستي ” منظمة العفو الدولية أن تكون حاضرة في المظاهرة. بممثل رسمي لها وأيضا بوجود شعارها بارزا في مكان الاحتفال والتظاهر.
طبعا كان لوجودها تأثير كبير على الجمهور الأنكليزي ومنظماته الأخرى وأفراد المجتمع نظرا لثقتهم بها.
بدأ الاحتفال التضامني، وقام مقدم التظاهرة، بأعطاء صورة وافية للحاضرين بلغتهم، ومخاطبة عقلهم ومشاعرهم، فانطلقت فجأة شعارات من مجموعة “عُصابية ” من الحاضرين.. الشعب يريد إعدام الرئيس.
توقف المقدم وتكلم بالعربية قائلا، نحن اليوم في الغرب ولدينا مجموعة من منظمات المجتمع المدني وخاصة الأمنيستي التي لا تؤمن بحكم الإعدام. شعارنا في سوريا مصيب ومحق وعادل لأن المجتمع والدولة هناك يؤمن بحكم الإعدام . إذا أردنا أن نحصل فعلا على تدخل إنساني من الغرب، علينا أن نخاطب منطقه، وليس أن نفرض عليه منطقنا.
كانت النتيجة أن مجموعة ليست كبيرة ٧ – ١٠ أفراد أقتحموا المنصة، كسروا الحاجز وانقضوا على المقدم وشتموه بتهمة الخيانة، وأمسكوا عضو الأمنيستي وصاروا يشدونه ويقولون له إنهم لا يريدون إعدام بشار بل كل عائلته وأطفاله وزوجته…
كان هيجان عاطفي باسم الثورة والشهداء أصحابه هم صادقون بالفعل ومشاعرهم حقيقية أمام هول الألم والدم لأهلهم. لكن النتيجة كانت انسحاب الامينستي والكثير من الحضور المتعاطفين مع الثورة.
ما نريد قوله: أن تملك قضية عادلة عليك أن تملك لغة عادلة تليق بها.
أن يجرّك القاتل إلى استخدام لغة غريزية وتخوينية يعني إنه حوّلك إلى قاتل أيضا.
أن يقوم بعض الموتورين والعصابيين والطائفيين، بالتصرف والتصريح والتهديد واستخدام اللغة النابية والقاتلة باسم الشهداء، هو ببساطة يساهم بدفنهم مرة أخرى.
أن يقوم يعض الموتورين بانتاج لغة طائفية واستغلال الحراك لمصالح دنيئة لا تفكر بمستقبل الكيان السوري، ولا بوحدته الوطنية. سيكون خطرا على الثورة مثله مثل النظام نفسه.
وأخيرا أحد أهم أسباب عدم التدخل الغربي على الصعيد الإنساني والحقوقي والأخلاقي ..
ليس هيئة التنسيق كما يدعي البعض، ولا عبقرية النظام وجواسيسه كما يظن البعض، ولا شركات العلاقات العامة الموظفة باموال عائلة النظام وأصدقائه التي تعمل على تلميع صورة النظام وشيطنة الثورة والتخويف من أسلمتها، كما يعرف البعض.
بل لأن الثورة تمتلك أعدل قضية وأسوء مدافعين. ولأن بعض المعارضين وركّاب الأمواج الإنفعالية يسيؤون إليها كل يوم بحجة حمايتها. وليست حادثة الأمينستي سوى غيض من فيض.لن تنجح الثورة حتى تتحرر لغتها، الثورة اليوم تحت أنظار العالم، والعالم فاقد البصر، ولكن يمكن إعادة الرؤية له. بكلمة سحرية اسمها الحرية أو رمزية شخصيات من أمثال غياث مطر ومعن العودات وابراهيم القاشوش وحمزة الخطيب وغيرهم الكثيرين وما يمثلونه اليوم من قيم أخلاقية وأنسانية للعالم أجمع وليس فقط للسوريين.
لا تستطيع طلب المساعدة والتدخل من المجتمع ” الإنساني ” وليس الدولي وأنت لا تعرف كيف تخاطبه.
سلميتها عبقريتها، حمايتها بالجيش الحر أو أي وسيلة أخرى لدفاع عنها حق وواجب. كونه الوسيلة الوحيدة لاستمرارها حرة واخلاقية وعادلة …
بدون ذلك، ستكون محاولة فاشلة لمدافعين فاشلين والشهداء يدفعون الثمن مرتين.
—————-
تنشر بالتزامن على كل من:
حقيقة مرة …. الثورة السورية اعدل قضية … واسوأ مدافعين