وصيّة

علاء حمص



صباح الشمس يا موطني .. صباح الحرّية ..

هذه وصيّتي .. ستكون رسائل .. ربما ستعتقل معي .. ولربما ستحرق معي .. وربما تدفن معي
لكنّ صوتي .. لن يغيب

الى وطني العزيز .. الى سورية .. اقول:
ها انا الآن .. تحت ترابك .. مضرّجا بدمائي ..فقط لأني صرخت .. أحبك يا وطني حرّا
لا تحزن أيها الوطن .. فلم تفقد صوتا ينادي بحرّيتك .. فصدى الحريّة لا ينتهي يسمعه الجميع .. ينير دروب الثائرين..يغضب قلوب الصامتين ..و يعصف ويحرق عقول الظالمين

والى قاتلي .. أقول :
هنيئا لك يا أخي في الوطن .. هنيئا لك
ولك منّي سلام وبذرتا قمح ووردة ..
لك ان لا ترد السلام .. ولكن ..رجاء ازرع هذه البذرتان..ربما ستصبحان يوما .. قمحً
يحصده اخوك ليعطيه لأخي فيصنعان منه خبزا .. يأكل منه ابني وابنك على ذات المائدة
ووردة ازرعها في حديقتك ..وتذكر كل يوم قبل ان تحمل بندقيتك وتذهب لتقتل باقي اخوتي ان ترويها بالماء
لربما قد يكبر ابنك ويعجب بفتاة ويهديها هذه الوردة فيتزوجان ..وتكون ابنتي..فيصبح لحفيدنا جدّ قاتل وجدّ مقتول
هنيئا لك قتلي لأجل شخص ..او اشخاص ..و هنيئا لي موتي .. لأجل وطني

الى أمي .. أقول :
عندما يأتون بي اليك ..مضرجا بدمائي ..لا تمسحي وجهي ..فهذا هو الطين الذي كنت العب به من قبل
وهذه الكدمات هي نفسها حين كنت اتعلم ركوب الدراجة ..ولكنني الآن كنت اتعلم ركوب الجبال ..
لا تغضبي .. لا تبكي .. كوني قويّة كما أنتي ..افرحي وزغردي .. فاليوم عرسي
وهذا التابوت .. كرسيّ الزفاف .. سأزف الى تراب الوطن يا امي .. وسأنجب لك
طفلة صغيرة .. اسمها الحرّية ..سيمشي معها أخي الصغير..دائما .. مرفوع الرأس والجبين

الى اصدقائي .. أقول :
سأشتاق اليكم .. ولكن .. لا تأتو لزيارتي .. سأمر عليكم فيما بعد
لاحرس المباني التي ستبنونها ..وأحرس الحقول التي ستزرعونها ..و اقرأ الكتب التي ستؤلفونها
وبعدما تنتهون..سأنتظركم في الجولان .. لنأكل سوية بعضا من التفاح الذي نحلم به دائما

..

وفي النهاية .. لا يحزن أحد منكم ..سنموت جميعا ..وتبقى سوريا
أحلم بسورية الحرّة .. جنّة للجميع
وطنا للحرية والسلام والمحبة ..أرضا لا ترضى بظالم .. وشعبا جبهته عالية تناطح السماء

عشتم .. وعاشت سوريا الحرّة

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.