نثريات

كلام في الماء

جفرا سيف الدين:: عدتُ البارحة من العمل مُنهكةً تمامًا، غير قادرةٍ على أخذ نَفَس. أمطَرَت طوال اليوم، كُنتُ أرغبُ بالاختفاء، عندما أدركتُ أنّني وصلتُ إلى البيت، لم أستطع تذكّر نفسي على الطريق، كأنّي قدتُ السيّارة في حلم.

» اقرأ المزيد

كالدهشة الأولى

حسين الماغوط.. كيفَ نبدو حمقى جميعاً عندما نختبئُ قليلاً في الظل، كيفَ نبدو مُغفلينَ بِغيابٍ واحد، كيفَ نُحدِقُ بِغباءٍ ليلاً نهاراً بِمشنقةٍ تغيرَ لونُها الخامْ، كيفَ نُحاولُ التقاطَ ما تبقى منها بِسذاجةٍ مُتناسينَ أن وجودَ المشنقة، لا أهميةَ لِألوانها بعدَ الآن.

» اقرأ المزيد

بذلة سوداء أنيقة

دحنون::أنا سيّءٌ في الرّكض، سيّء جدًّا يا غزالة، يُنهكني ثقل الحزن على كتِفيّ أثناء العَدو، لم أستطع اللحاق بكِ أبدًا، لم أستطع اصطيادك ولا مرّة، دائمًا ما كُنتُ أعود حزينًا أجرّ جثّة الخيبة خلفي، أوقِدُ نارًا، أعتلي جرفًا، وأعوي

» اقرأ المزيد

هذا العالَم ضيّق، تعال أحبّك

دحنون::أقصرُ خطابٍ لحاملِ جائزةٍ كان لـ"هيتشكوك"، رجلٌ عظيمٌ مثلـه اكتفى بقول: "شكراً لكم".

» اقرأ المزيد

شُرفَةْ

حسام ملحم:: ثمَّ صفيرٌ قويٌ ذو ذبذبةٍ تتصاعدُ وتهبطُ، يصدرُ كلَّ برهةِ صمتٍ من الصّنوبرةِ القريبةْ، إنها الدّبابيرُ تُغني هناكَ عدّةُ أعشاشٍ لها بينَ ضفائرِ الصنوبرةْ، جوقةٌ هائجةْ جوقةٌ تقرعُ طبولَ الحربْ، جوقةٌ تستطيعُ قتلَ عدة كائناتٍ إن اجتمعتْ عليها لكنّها فقطْ ككلِّ الكائناتِ، يحلو لها أن ترفعَ غناءها عالياً في الليلْ

» اقرأ المزيد

خفقاتٌ أخيرةٌ قبلَ الموت

إيناس أحمد:: - أريدك أن تكتبيني ياورد، أحبُّ أن أرى نفسي في سطوركِ، اكتبيني بقلم الرّصاص الذي لا يصدر أحكاماً بالإعدام على الجُمَل بتمريرِ خطوطٍ فوقها، خُذِي القلمَ والأوراقَ يا ورد وهيّا أعيدي صياغة حِكايتي على مزاجِ قلمكِ، ولتكنْ مسودتك هذه المرّة هي نصّك النهائي، اكتبي ياورد، من أوّل السطر...

» اقرأ المزيد

حديثُ الأحياء

أمل فارس:: من بين ثلاث جنازاتٍ حضرتُها غاب عنها وجه أبي. الجنازة الوحيدة التي لم أحضرها علقت في مخيلتي. نحن أبناء المُخِيّلة لسنا أبناء الحقيقة. للحقيقةٍ أبناءٌ، يولدون عجزةً ومعاقين، يموتون كذلك، لكنّهم يتركون ألماً حادّاً في قلوب من يعرفهم..

» اقرأ المزيد

مَسُّ القِمار

ماجد اليمن::يوقظني عند الفجر نحيبٌ لمواءاتِ قططٍ، تتشاجر فيما بينها حول هيكلٍ عظميّ لسمكةٍ وحيدة، وبينما هي تنشغل بذلك، يقوم عجوزٌ من المشرديّن بسرق بقايا السمكة، فلا يجد فيها سوى العينين، ما يُمكن أن يؤكل، يفقأهما بكلا بَاهميه، ثمّ يمتصهما دفعةً واحدة. أشعلُ سيجارةً أولى ثمّ أقف على يديّ وأهيمُ على وجهي فوق كتف الأرض، أمطّطُ ساعديّ، أُليّنُ جانبيّ وخصري، وأعود إلى أول الشارع.

» اقرأ المزيد

الخارج

فهمي بلطي - كتاب بأسره كتبه غوركي اسمه أمّي. أقصد, اسمه الأمّ. هل تراني سأمزح بأمّي من أجل مجرّد استعارات؟ ليس للأمر علاقة بقداسة الأمومة، ولا بدناسة العالم، بل بشيء آخر رهيب وغامض وبعيد كلّ البعد عن الخير والشرّ، والجمال والقبح. أمّي.

» اقرأ المزيد

علبة الأحلام!

غفران طحان - نادراً ما أسمح لنفسي بحلمٍ عفويّ، فكلّ أحلامي مرتبةٌ ضمن قائمة أحضرها بشكلٍ دوريّ، ثمّة أحلامٌ قديمة مازالت مدسوسة في قعر الذاكرة، أحياناً أخرجها، وأنفض الغبار عنها لأرتديها ذات ليل هادئ..

» اقرأ المزيد

سَكينةُ الشُّرود

ماجد اليمن:: - يخافُ المرءُ من الموت قدرَ خوفه من المجهول. أمّا أنا، فأخشى الرحيلَ مبكّراً، مع ذلك، لم أُولَدْ بعد، ما زلت كواركاً، وتراً، مالانهايةً، ولربّما فراغ.-لا يحقُّ لك الإنتحار وأمُك حيّة، أما زوجتُكَ، فحيّةٌ واجبٌ قتلَها، لسانُها عابثٌ بالسُّمِّ، لولاها ما انتحرت.-أحبُّ في الشهر مرّتين . وفي اليوم امرأتين.

» اقرأ المزيد

حديث الأحياء

أمل فارس - أمرٌ مُحبِطٌ أن تكون فكرة الموت حاضرةً في الذِّهن طوال الوقت، مدهشٌ كذلك، تخيلوا فقط كمّ الطيبة المُنفَلتة حينها!.

» اقرأ المزيد