حسام ملحم

حسام ملحم

كاتب سوري

لو فقط أسقطُ نهائيّاً

حسام ملحم لا تَعقدْ ذاكرةً مع أيِّ شيءٍ، سوى مع ذاكَ الوحش الذي يربَى ببطءٍ وأناقةٍ في داخلكْ خوفكْ .. الأمكنة مجرّدُ خيالاتٍ فرديّة، رُقعٌ خشبيّةٌ، لأجسادٍ تُرمى عليها بعبثيّةٍ، كَنَردْ لأجسادٍ أخرى تكونُ حجارةَ اللعبة، التي يختارُ النّردُ حركتها.…

شُرفَةْ

حسام ملحم:: ثمَّ صفيرٌ قويٌ ذو ذبذبةٍ تتصاعدُ وتهبطُ، يصدرُ كلَّ برهةِ صمتٍ من الصّنوبرةِ القريبةْ، إنها الدّبابيرُ تُغني
هناكَ عدّةُ أعشاشٍ لها بينَ ضفائرِ الصنوبرةْ، جوقةٌ هائجةْ جوقةٌ تقرعُ طبولَ الحربْ، جوقةٌ تستطيعُ قتلَ عدة كائناتٍ إن اجتمعتْ عليها
لكنّها فقطْ ككلِّ الكائناتِ، يحلو لها أن ترفعَ غناءها عالياً في الليلْ

بعضٌ مما حدثَ .. منذُ نُفيتُ من خِصيةَ أبي

حسام ملحم :: يا مقتلَ المسافةِ، يا قلبُ، يا قتيلَ الوقتْ .. هل كلّما لجأ إلى تجاويفكَ القهرُ خرجَ مبتلاً بالعطشْ .. أم، من القهرِ أنتَ كنتَ تكبرُ، السجينَ الأول، تَعسّفيَّاً، في أقفاصِنا الصّدريةْ .. ترعفُ، برقصكَ النقريّ، دماءكَ كاملةً من نقيِّ عظامنا : نافورةً، ترشُّ يَحموركَ* في اصفرارِ الخوفِ فينا، إلى أن يطلقَ الموتَ يوماً سراحكْ

تخيّلاتٌ في الشّعوبِ واللّغةِ وصناعةِ الحَرب

حسام ملحم :: هو الخوفُ ربما، الخوفُ القديمُ القطيعيُّ المتناقلُ المتوارثُ من أيّام الغابةْ
ربّما كانتْ أوّلُ حربٍ في الغابةِ بين أجناسِ وقطعان البشرِ في مرحلةِ الصّوتياتِ، فيما قبلَ الّلغةِ ، قد دفَعتْ زعيمَ كلَّ عشيرةِ، ولسهولةِ مناداةِ الجميعِ لحظةَ الحربِ، أن يقسّمهمْ إلى ثلاثِ مجموعاتٍ، على سبيلِ المثالْ : واحدةٌ يسمّيها "اممم"، الأخرى "ناااا"، الثالثة "ساااا"

دعوةٌ مفتوحةٌ لرحلةِ صيدٍ مُمتعة، وبعض التّخريبْ

مقطع من تشكيل - ياسر صافي 2015

حسام ملحم:: يُقالُ، أو بالأحرَى، يقولُ العلمُ: "الحيوان يشمُّ ارتفاعَ نسبةَ الأدرينالِين في دَمنا حِينَ نخافُ، فيُهاجِمنا".

وبكلِّ ما أوتِينا من سخفٍ، نَقتنعُ بذَلكْ، دونَ أن نفكّر لوهلةٍ، أنّه يشمُّ ارتفاعَ العدوانيةِ في دِمِنا، على سبيلِ المثال، فيهجمْ.

سخافاتُ الأمسْ

الصورة: دراسة بالحبر لربيع رعد

كلُّ هذا الهُدوءْ، لم يَكن قبلَ العَاصِفةْ كانَ العَاصفةَ؛ مُتعبةً ومَسيرٌ هادئٌ لوحيداتِ التّأملْ، حلمٌ يأخذُ شكلَ أكَمةٍ مُدبّبةِ الأغصَانْ، وعصافيرَ تحفرُ قبوراً في الأعشاشِ وتبيضُ شَواهدْ.   ………………………   لم يكنْ المساءُ واضحاً بعدْ، ولا النّومْ، وألمُ الرأسِ يُحاكي…