حينَ تَلتهبُ الحَرارةُ الدَّاخليةُ لكائنٍ مَا،
إلى حَدٍّ تُلامسُ فيه سَطحَ الوجودِ البَاردْ
أوَّلُ نُقطَةِ نَدى، تَقطُرُ منْ ذاكَ التَّكاثُفْ
تُسَمَّى شِعْراً.
….
الطُّرقَاتُ الَّتي تَتَعكَّزُ عَلى رَصِيفَين لتَمتدَّ، طُرقاتٌ كَسِيحةٍ ومُنتَهيةْ.
….
الودَاعاتُ، كلُّ الوداعاتِ قَتْلٌ بَطيءْ
واللقاءُ موتٌ بالجرعةِ الزائدةْ
….
الأصواتُ الفاجعةُ لبعضِ الكائناتْ
احتجاجٌ هادىءٌ على حاسّةِ الكونْ
….
أوليستَ الكرةُ الأرضيةُ سِجناً بذَاتِها !!
يا قَومْ، لدَينا غلافٌ جوّيٌّ حَصينٌ،
إن خَرجنَا منهُ دونَ هواءٍ اصطناعيٍّ
نموتُ قَنصاً في الرئتِينْ
وعَلينا أقْدَمُ سجّانٍ في التّاريخْ “الجاذبيّةْ”
….
العنكبوتُ الصغيرُ الوديعْ
صديقُ الوحيدينَ : سُجناء وفقراءَ وأنبياءْ
العنكبوتُ المُتقَنُ الشَّغِفُ بنسجِ كُلِّ شيءٍ ثوبَ زفافٍ،
حتى جثَّةِ فريستهْ،
ذاك العنكبوت،
حينَ قُتِلَ أوّلَ مرّةٍ
اتّشحتْ أرملتهُ السّوادَ، معلنةً حرباً سَامّةً، أبديّة الثائرِ لزَوجِها
….
حِينَ تَحرُثينَ ظَهرِي بأظَافِركِ، أنمُوْ
….
بعضُ الوقتِ ، بعضُ الوقتِ فقطْ
وينتهي كلُّ هذا الألمْ
قريباً سينتهي الألمْ
لنبدأَ مسيرةَ القيحِ الأخيرِ بلا نُدبْ
نفقأ دماملَ الشمسِ بكلّاباتِ الصّيدْ
لعلها تجودُ علينا بشيءٍ أشدَّ من الأشعةْ
انفجاراً كونياً ثانياً على سبيل المثالْ
بدايةً جديدةً لأجناسٍ تُطوّرها العتمةُ بعدَ أن خَسِرنا مسيرةَ الضوءْ
عندَ أوّلِ جريمةٍ تحتَهْ
….
وحينَ أُحرثُ بالخناجرِ أُورِقْ
….
هذا الوجودْ
صنبورُ ماءٍ صدئٌ، يقطرُ طوالَ اللَّيل، غيرُ قابلٍ للإصلاحِ، ولا سبيلَ ماء غَيره.
….
في اللَّحظةِ الَّتي نَشعُرِ فِيها أنَّنا نَضجنَا،
نبدأُ بالسُّقوطْ، لا كَثَمرةْ
إنَّما كمُذنّبٍ يَحتَرقْ.
….
الحكاياتُ الّتي تَرويها السَّاحراتُ للصِّغارِ
حينَ كَبروا لم يصبحُوا أبطَالهَا
بلْ ضَحاياهَا
….
التجلّي الحقيقيّ للكائناتِ والأشياءِ،
يتبدّى بِكمالٍ مؤلمٍ حين تَختفي.
….
وما الألمُ!!
محبسُ تنكٍ رفيعٌ في بنصرِ أرملةْ
….
الأشياءُ تختَفي، الكائناتُ، الأشخاصُ، الأمَاكنُ، الشَّوارعُ، الوقتْ
أشياؤنَا التي نُحبُّ تَختَفي تِباعاً
نَسألُ عنهَا مرَّةً أو مَرتينِ
وحينَ نعتادُ اختفاءَها
نكفُّ عنِ السُّؤالْ
….
والنسيانْ
القدرةُ على امتلاكِ مَفاتيحِ مقبرةٍ في أرضِ العَدمْ
….
تَنظرُ في المرآةِ
تَرى اثنينِ:
انعكاسكَ وآخرٌ في حدقةِ العَينْ
انعكاسكَ يراكَ ويَرى نَفسهُ في حدقةِ عَينيكْ
وحدهُ القابعِ في الحدقةِ، يراكُمَا دونَ أن يَرى نَفسهْ
ذاكَ هو أنتْ
تعليق واحد
تنبيه المشاركة الأشياءُ أكبرُ ممّا تَبدو في المِرآة – فَجْوَةْ
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.