كلام في الماء

عدتُ البارحة من العمل مُنهكةً تمامًا، غير قادرةٍ على أخذ نَفَس. أمطَرَت طوال اليوم، كُنتُ أرغبُ بالاختفاء،

عدتُ البارحة من العمل مُنهكةً تمامًا، غير قادرةٍ على أخذ نَفَس. أمطَرَت طوال اليوم، كُنتُ أرغبُ بالاختفاء،

جفرا سيف الدين:: رفعت رأسي الى السماء. لا أفعل ذلك عادة، أنا من البشر الذين يحدقون في أحذيتهم معظم الوقت

جفرا سيف:: بدت المساحة الخلفية المخصصة للاستراحة رحبة على نحو غريب. على الرغم من تجهم السماء، حمل الهواء البارد عذوبة قصيّة

جفرا سيف الدين - "جلست في المطبخ أبحث في ذكرياتي عن لحظة سعيدة أستمد منها العزيمة في مشروعي الصغير"

جفرا سيف الدين:: فتحت النافذة، أغلقت النافذة، صنعت شايًا، دخنت، فتحت النافذة، أغلقت النافذة، مسحت الطاولة، دخنت، شربت قهوة، فتحت النافذة، أغلقت النافذة. الشارع بارد وفارغ.

جفرا سيف الدين:: مفرد كما أنت تختار الغرفة التي تناسب اللحظة، لتنقذ ما تبقى من احترامك لذاتك، وتفكر، كماكينة صدئة تفكر..

جفرا سيف الدين:: زقزق عصفور كأنه أكمل حديثا غير منتهي مع شجرة التوت البري، الوحيدة من نوعها في الشارع، على عجل وقلب صفحة الكون.

جفرا سيف الدين:: لا أشتاق الى ذلك البلد الذي بحجم قبضة اليد ولا يرى على الخريطة الّا بعدسة مكبرة، حتى أن أصدقائي الجدد لا يعرفون بوجوده، أقول لهم بأن الكلام بدأ هناك.. لكن هذا غير مهم اليوم، إذ علينا أن نستمر بالركض..

جفرا سيف الدين:: طلبت ما كنت أظنه مستطاعاً.. "أرسل لي رائحتك كلها بالبريد" وإنتظرت. لم أعلم أنك ستضيع مني وأنت تبحث عن كلمات مناسبة تحملها البطاقة المرفقة.

جفرا سيف الدين:: على طريق العودة، صادفت جارتي، كانت تحاول اللحاق بالشاحنة، سألتني: هل رأيت الحريق؟ سننتهي قريبا من موضوع الرائحة، انهم اخيرا يحرقون الجثث..