مفرد كما أنت تختار الغرفة التي تناسب اللحظة، لتنقذ ما تبقى من احترامك لذاتك، وتفكر، كماكينة صدئة تفكر..
كل شيء يقول لك أهلا وسهلا بك ما دمت لوحدك أيها العبقري الفذ أنت يا غيمة الشر النقية المحلقة فوق العالم.. أنت الاستثناء يا موهوب..
تدخل في غيبوبة غرفتك وتبدأ بالانحلال. تتفسخ إلى درجة تشعر معها بنظافة خبيثة وتأخذ مكانك في الزمن، جزء تافه من روح العصر.. آه لكنك تتخبط، كسمكة أخرجت من الماء وتنتظر تلك الضربة السحرية الرحيمة لعصا الصياد. أنت لا تعرفه لكنه ضخم ويشعرك بالذل.. يطلب منك أن تكون واقعيا فتفكر، ما الفرق بين الإذلال وتضخم الكولون؟
ثم تقول لنفسك “ما زالت في أعماقي بقية من حياة ” فيدق قلبك بسرعة.. قلق، كنت تظنه، دليلك الوحيد.. والآن لا يترك لديك إلا شعورا جارفا بالحماقة والابتذال.. أهلا وسهلا.. (ابتذال المتأنق، ابتذال العاج، ابتذال القداسة، ابتذال الجنون، ابتذال ذوي المعرفة الواسعة، ابتذال الأكاديمي المدعي، المغناج، القطة الفارسية، ابتذال الملوك والشحاذين والمعتوهين والفراشات)…
تقسم بأنك ستخيب ظن الجميع وتنجح بذلك.. وها هي مهمتك النبيلة في تأكيد ذاتك قد أنجزت.. برااافوووو أنت الاستثناء، لقد ظننت، أليس كذلك؟
في مكان ما تحت أنقاضك المرتبة بحذر لتناسب الأنبل (كما تراه) في هذا الخراء، ظننت أنك استثناء.. ومارست حقك بالتعاسة كما تفرض عليك تلك الإرادة المحزنة للحياة.
ما أعظم تساهلك!… أقلب على قفاي من الضحك وأبقر بطني.. لو أني فقط أمتلك الشجاعة الكافية..
الصورة: Berndnaut Smilde
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.