آآآآخ، كثير من طلبات الصداقة، كثير من الأشخاص لا أعرفهم ولم ألتقيهم قط. لا أصدقاء مشتركين، فقط طلبات بصور أزهار أو أماكن أو أطفال وطيور أو صور لشخصيات ذات طابع سياسي أو ديني حيث لا أحب.
أما الأسماء فهي أكثر أحجية من صور المرسلين مثل أبو محمد، حيث في بلادي والبلاد المجاورة لا يوجد سوى أبو محمد واحد يعيش في كل مكان. حتى أن صديق لي أخبرني أنه يعرف أمريكي يُدعى أبو محمد، أيضاً زهرة البيلسان، وردة الجنوب، تشرشل العرب وقلة من الأسماء ذات طابع حقيقي من أرض الواقع وأقرب إلى مسمعي ونظري من إسم زهرة البيلسان مع صورة جينفر لوبيز.
طبعًا معلومات حساباتهم مغلقة فهم. ليسوا أصدقاء لي بعد ولكن لا لا لا لن أرضخ وأراهن ولن أقبلهم ولن أقبل تشرشل في صفحتي وأعطيه سبباً لغزوها ونشوب حرب عالمية ثالثة سببها تعليق أو منشور لم يرُق له ، وزهرة البيلسان لأنها سوف تذبل وتموت في صفحتى من دخان السجائر ورائحة الكحول المتطاير في أروقة الصفحة. حسناً سوف أقبل من أعرفه ومن هو ذو هيئة حقيقية وأترك العظماء والنباتات وأبو محمد حتى تتوضح الصورة الكاملة حولهم أو يتجرأوا على وضع أسمائهم التى ولدوا بها.
في أحد الليالي وفي طريق عودتي من عملي، أجلس في قطار الأنفاق وأتصفح فيس بوك حتى أصل البيت، أتلقى طلب صداقة في طريقي فأقبله لأني أعرفه ثم أتجول بين الطلبات الأخرى القديمة التي نسيتها كلياً أو تناسيتها لأجد إسماً حقيقياً، نعم جداً حقيقي. يشبه أسماء البسطاء لا عظماء ولا نباتات أما الصورة الشخصية فهي إشارة النصر. نعم إنه أحمد صديقي. أحمد. آآآه، كم أنت أحمق ومبتدئ في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي وكم أنا مشتاق لك وللوطن صديقي الحنون الطيب المشاكس والمضحك دائماً. آآآه، منذ 5 سنين لم أره منذ أن غادرت مكرهاً وطني. يا ويلاه كم أشتاق لكم. حسناً لن أقبل الطلب الآن فرصيد هاتفي لا يساعدني على تفتيش أخباره وصوره ولا بد من الإتصال به فور وصولي البيت، أنا متأكد أنه تزوج. نعم أعرفه دائم العجلة والإستقرار وزوجته أنجبت أو على أقل تقدير حامل ولكني لا أعلم إذا بقي بمدينتا أو في مدينة أخرى أو هجر أيضاً البلد كله مرغماً.
آآخ، قطّعت أوتارنا هذه الحرب لم نعد نستطيع العزف سوياً.
حسناً لن يطول انتظاري سأصل الى البيت وسأتصل به مباشرة، سنجري مكالمة فيديو فلا بد لي من رؤية ذاك السمين.
كم هو بارد بيتي. إني أرتجف من شدة البرد أو ربما لأني لم آكل منذ الصباح، ولو كان والدي معي لقال لي إنها المربعانية شديدة البرودة، ربما يا أبي لكن المربعانية دائمة الوجود في حضرة الجنوب الألماني.
لا بأس بقليل من البرد فصديقي الصبور ينتظر منذ سنة لأقبل طلب صداقته منذ كان إسمه أبو جهل او صقر الجنوب ربما.
أفتش صور صديقي حتى أنتهي من طعامي لكني أرى فقط منشورات أشخاص آخرين على صفحته. نعم لكن كلها كاذبة وكلها قديمة. آآآآخ، كم هم أغبياء ينشرون أخباراً كاذبة من دون معرفة شخصية بالسمين، كم هم بُله ينعون حياً ولا يعرفون أن صقور الجنوب لا تموت بل يبقى ذكرهم على هذه الأرض مؤبداً.
يجب علي النوم باكراً وربما ألتقي السمين في أحلام هذه الليلة.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.