1
تعالي يا خلود.
أعدك أن نمر من ساحة العيد من دون أن يدهسك الحصان مرة ثانية.
تعالي إلى خلف البناية قبل أن تسقط
لأن النهر يمر من تحتها ويقوض الأساسات
أين سنتلاقى اذا سقطت البناية
يجب أن يجف النهر كي لا تأكلنا عيون الناس.
سنعبر من ساحة العيد قبل أن يذهب العيد
ويترك الساحة مليئة بالقمامة
ودماء الفتيان الذين طعنوا بعضهم بالسكاكين.
……………
2
تبقين بخير يا دنيا. ما زال في الأرض من يفلحها ويطعم الطير من الشباك. وما ثمة طير مر من حين. ولكن هناك من يفلح الأرض ويقف على الشباك بانتظار الطير، ريثما ينضج العشب على نار الحطب.
تبقين بخير يا أحلامنا. هدرناالوقت في محاولة القبض على نور السراج، وما لان قلب المكان على ساكينه، ولا زالوا يقفون أرتالا على المداخل والتخوم.
– لماذا تأكلين أولادك يا بجعة ما كان العشم؟
– لأن الذئب قريب
……………
3
ها قد دخل الكوكب في مداره
ارتفعي يا مياه البحر وازحفي نحو قدمي.
منذ زمن وأنا أتقرى هذا الفلك الخاوي
ولم أعرف طريق الدار..
خلفي جبال بلا شفائر
ومآذن بدون أهلة..
وساحات من غير عراك.
وانا أتفرس نجما ميتا..
كيف سأعرف طريق الدار
وأنا أتفرس نجما ميتا.
……………
4
من ترك الليل مسدلاً وذهب؟.. ها نحن ذا نراقب الرصاص الخطاط في السماء المعتمة. مرحباً على أية حال، جاء الشتاء وذهب الشتاء، والأحذية ملبوسة بلا جوارب، والناس يتهادون أعمارهم، والحطب يفرقع في اللهب وينهار.
إلى أين والنهر فاض على البيوت، والأبواب مخدوشة من حصى الغرباء. جاء الشتاء وذهب الشتاء، ولم نجد زيتا للقناديل، ولا أحدا ليرفع سماعة الهاتف في الضفة التي تحترق. جاء الربيع ثانية يا بلاد، وما زلت كالحمامة تذهبين إلى الوادي، وتعودين من الوادي فترقدين على بيض سواك.
……………
5
لم يكن هناك من يعزف.
لكنك يا نوح أصخت السمع.
كنت تنتصب في صلاتك بين البروج والخشب المتكسر
وتستمع إلى هدير قلبك في الفجر الأخير
……………
6
كنت على التل أغرس راية صحبي.
هب الهواء .. ورفت على التل رايتنا أيها الصحب.
لتأخذنا نشوة النصر حيث تريد.
يارب… باب عتيق
رأيت من الشق… إمرأة. تجرش القمح كي يستوي برغلا.
يبست نعنعا في الشراشف.
روبت لبنا في غطاء المخدة
يا رب “هذه جدتي”.
ثم صرير خفيض هنا
وقرع طبول هناك.
.. إنه عرس
شباب كثيرون سوف يموتون في العرس طعنا.
وسوف تلوك المواشي غصون الشجيرات فوق القبور.
ويأتي الضيوف
.. وليس لدينا من المونة العام ما سوف يكفي
ويرحل سرب الحمام…
ويصفر حتى يعود الحمام الذي راح – فوق الأساطيح – أصحاب هذا الحمام الذي راح… من دون جدوى
الصورة: مقطع من تشكيل لغيلان الصفدي
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.