سمك مملح

الكثير من الآيات المزخرفة للحيطان وتشغيل الخط الكوفي المهجور
والمسامير للخشب والعظام وبازار القنابل
والموسيقى لأعناق القصائد وتشريع الحب الأول
أسماء وأسماء كتائب أو شوارع أو أعداء
ملايين الأمهات اللواتي لا تؤمنَّ بجدوى الشهادة وحفلات الزفاف
والأطفال الذين يحلمون بالظهور على أي شاشة ولو بكفن على الموضة
قصائد تدعى سخرية الفلاسفة وحكمتهم وحيادية الرسل وجبروتهم
نظارات لقراءة النعوات والبيانات والمؤامرات
مئات الأزواج من الأصدقاء يقلدون
ماركس وأنجلز
و أبا بكر ومحمد بن عبد الله
ويطعنون بعضهم على الفيسبوك
أصدقاء أعلنت لهم بعد الوحي الغامض الذي هزَّني في غار غرفتي
“هذا دماغي فكلوه
وأعطوني عضلاتكم لنصنع المستحيل
لا تغسلوا رجليَّ فقد تنكرونني
لنكن أصدقاء بسيطين دون إيديولوجيا
ليكن ما يجمعنا صحن (باب غنوج) شوت أمي باذنجانه دون النظر إلى نوع المزارات التي سيقصدها آكلوه ”

آلاف العسكريين يكرهون أنفسهم
وآلاف المدنيين تعسكروا بسبب كره العسكر صورهم في مرايا الصباح
أيها البلد القديم كسمكة مملحة
أيها البلد الزنخ كسمكة مملحة
أيها البلد الزلق كسمكة مملحة

هل أستطيع إمساكك و طيك كالموسى في جيبي
هل أستطيع أن أسحب السم من أنيابك لأصنع دواء ما
هل من الممكن أن ترقص على أنغام نايي ثم تدخل الكيس بهدوء أفعى مطيعة كي لا تخيف السياح
يا بلد الآراميين الذين تصلَّبت (جنآت) وجوههم من الخوف
يا بلد الأمويين المعلَّق على رماحهم
يا بلد الطاووسيين الذين اختاروا إحدى الخطايا ليركنوا إليها باسمين
يا بلد الكرد الكثيفي الشَعر والشِعر
يا بلد المسيحيين المسلمين الفصيحين

أيها البلد القديم كسمكة مملحة
أيها البلد الزنخ كسمكة مملحة
أيها البلد الزلق كسمكة مملحة

الصورة: يوسف عبدلكي