يوم ينفض من حولك كل المنافقين والمتسلقين وعديمي النخوة والشهامة
يوم تصفن لوحدك في معتقل أو زنزانة وبدون منامة
يوم يمزق أعز صديق عندك صورك معه, لكي لا يتذكر معك أيامه
يوم لا يفيد التأسف ولا الإعتذار ولا الملامةيوم لا ينفع رمي اللوم على الآخرين, يوم لا تنفعك لا المناصب ولا النياشين
يوم لا تنفعك لا العقارات ولا الملايين, يوم لا ينفعك أحد, حتى الأصدقاء المقربين
يوم يصبح الوطن أوطانا, والشعب مشتت بين لاجئيين ونازحينالآن لا تنفعك لا حاشيتك ولا مخابراتك
الآن لا تنفعك لا دساتير البلاد ولا صلاحياتك
الآن لا يسمع أحدا مقترحاتك, وأولهم رجالاتك
الآن لا ينفعك بما يسمى بمجلس الشعب ومن عينتهم لكي يصفقوا لخطاباتك
الآن لا يفيدك التنصل من كل إجراماتك, وحتى مزبلة التاريخ لن تقبل مبرراتك
لن تفيدك الآن لا المماطلات, ولا التسويفات, ولا الكلمات السحرية
أنت ظننت بأنك تعيش في عالم معزول وفوق كل المتغيرات الدولية
ظننت بأنك تستطيع أن تقوم بالمجازر بدون محاسبة أو مسؤولية
كما فعل سلفك ورجاله في حماة ومدن أخرى سورية
بعد الآن لا يستطيع إعلامك المأمور والمأجور أن يغطي كل أعمالك الإجرامية
لأن الهواتف المحمولة ووسائل الإتصال الحديثة فضحت كل أفعالك الوحشية
شعب سورية الأبي لا يرضى لا بالذل, ولا الإهانة, ولا الهوانة
شعب سورية الذي إستعبدته طويلا بإسم الوحدة والمقاومة والمواطنة
شعب سورية الذي جعلت من وطنه مزرعة لك ولحاشيتك وأعوانه
شعب سورية الذي هجّرت قسم منه, وآخر صفيته أو وضعته في الأقبية الأمنية الملآنة
شعب سورية الذي بحكمك وحكم سلفك أضاع كثيرا من قيمه الأخلاقية والمكانة
أصبحوا لا يؤمنون إلا بالمحسوبية, وولوا عبيدا لأجهزة مخابراتك التي ملأت الوطن بالذل والإهانة
أصبح أهلها من بطشك لا يظهرون قناعاتهم الشخصية, والنفاق والفساد من إعمالهم اليومية
أصبح أهلها يؤمنون بأن مكالمة مع أحد رجالاتك أهم من كل القوانين الدستورية
أصبح قضاتها ينتظرون الأوامر من القيادات أو الجهات الأمنية
أصبحت حكومة البلاد لا معنى لها, لأن القرارات النهائية تأتي من القصور الجمهورية
إرحل … إرحل قبل أن تحرق الأرض والشعب والحجر
إرحل … إرحل لأن شعب سورية ثائر, هائج, صوته يسمع من الكواكب الأخرى والقمر
إرحل … إرحل لأن شباب سورية أقسمت بأنها لن تحيد عن دربها وإما الموت أو الظفر
عندما تثور الشعوب لاتستطيع أن تقف بوجهها كل القوى مهما كبر منها أو صغر
إن إرادة الشعوب أقوى من كل الطغاة وأعوانهم وهي منتصرة مهما طال الزمان أو قصر
أهل سورية أسرة واحدة لا تفرقها لا طائفية ولا دين ولا عرق ولامعتقد
سيبنون وطنهم بكل عزم وإصرار وشموخ, يدا بيد
سيبنون ما أفسدته أنت وسلفك في بلاد أخرى وفي هذا البلد
سيجعلون منها منارة تهتدي إليها شعوب وحضارات كثيرة لأنها لهم مهد
سيجعلون منها مشعلا للحرية والديمقراطية والعدالة إلى الأبد
نعم ياوطني ستبقى إلى الأبد … إلى الأبد … يسودك الأخاء والمحبة والرغد
إلى الأبد … إلى الأبد … بدون طغاة وديكتاتورية وبدون آل الأسد
——–
بقلم علي العلي
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.