الصفحة الرئيسية / نصوص / المكتبة / عناوين للقراءة والتحميل / تقاطع نيران – كتاب جديد لسمر يزبك

تقاطع نيران – كتاب جديد لسمر يزبك

كتاب سمر يزبك تقاطع نيران ويوميات الثورة السورية التي توثق تلك الشهور الأولى من تفتق الصوان وخروج الروح السورية الحرة للتنزه .. توثق وجوه القتلة، دهائهم، حججهم، توثق رائحة الموت والأهم تؤرشف طعوم الحياة.
توثق جزء حيا لا يمكن أن نراه في فيديو رغم قوة الصورة توثيق الكلمات لا يخطئه القلب.
من هنا كان عنف النظام اتجاه الكلمة لا يقل جنونا ووحشية عن الصورة والصوت..
نظام لا يتقن إلا الموت وابتكاره وترويجه نظام يفرّخ شياطين القتل يضخ وينتح كل سموم التي احتشدها الوحش الرابض بالإنسان منذ تم استئناسه.. نظام من فصيلة الرعب والخبث والدسيسة والمكر يعمل كمكينة لحصد الأرواح والترويع .

مثل ألة كافكا بمستعرات العقوبات التي ابتكرها عقل جهنمي لتعذيب المحكومين بالإعدام بأقسى ما تفتق عنه العقل المجرم الملوث بعبقرية سادية .. ( ماكنية ضخمة معززة بالأبر الفاقئة للعيون والشفرات التي تسلخ الجلد والكلاليب التي تشلق اللحم والدبابيس التي تشخوط على العظم على أن يبقى المحكوم على قيد الحياة، حين انتهى من صناعتها ولأنه عقله الملوث بالأنانية .. أراد أن يجربها على نفسه لا أحد يستحق عبقرية هذه الألة …بعد أن مر عليها أصناف المحكومين لم يجد من اخترعها سوى حشر نفسه تحتاها والاستسلام لما ابتكرت عبقريته)
ببساطة هذا ما تذكرته بعد أن فرغت من قراءة كتاب سمر يزبك المنحوت بأبر حفار على لوح الكتف المشلوع من جسد البلد

سيبقى توثيقها الممزوج بمشاعرها وفرديتها ( فرادتها ) شاهدا على مجرمي سوريا إلى الأبد.
الحملة البشعة والتحريض الخارج من جوف مريض مليء بالسموم وكل أنواع الدمامل والقيح على موقع فيلكا المخابراتي وعلى صفحات الضغينة الوطنية له ما يبرره لقد فضحتهم سمر ليس لأنها ” علوية ” بل لأنها حرة .. مثل مثل كل الأحرار .

فالقتلة يعرفون إن شهادتها الحية ومعرفتها بهمو بروائحهم ( رائحة التحلل كما سمتها ) بأشكالهم وحتى باسماء بعضهم ممن قتلوا الجيش والفقراء والأحرار ..
وأيضا الهمس المعجون ببعض الشك ممن المثقفين الذين يقولون إنها تسلقت على الثورة لتظهر وتبرز وتأخذ مكانا للجوء..أريد أن أقول هنا.. إنكم مخطؤون . هذه الصبية بنت سوريا عملت كما عمل الجميع ممن شاركوا في الثورة كل حسب طاقته وخبرته ومكانه وهمته وقدرته .. سمر شاركت بكل ما تملك والأهم فرديته ميزتها تجربتها وأحاسيسيها هي من أعطى شهادتها فرادته أخطأت بتويثق تاريخ تكلمت عن متكلمين لم تكن شاهد عيان بل شاهدة روح..
إلى جميع من يكتب هذه الأيام المفتوحة الجراح بعضكم يكتب ويخبأ اليوم بعضكم ينشر القليل بعضكم يكتب ويمزق ويتمزق .. كل شهادة معلنة أو مضمرة ستكون سوريا بحاجة إليها. أعرف أن هناك أبطال مجهولين يقومون بصمت ليس بالتوثيق فقط بل ببقاء جذوة الحرية. ولكن وثقّوا دون أن تخجلوا من فرديتكم من أنفاسكم وتمايزكم دون أن تتواضعوا كثيرا. قوتكم بفرديتكم الهشة وحريتكم المبهرة كأفراد لا تتشابهون ولكن تنتمون لهذا الدم المراق على مذبح هذه المتكبرة المغرورة العاشقة المعشوقة التي تسمى سوريا.

فادي عزام

.

—————–
الكتاب صادر عن دار الآداب ويمكن إيجاده عبر الرابط التالي:
http://tinyurl.com/ctv874v

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.