كنان قوجة
هامشٌ أول :كان سعر أجهزة الفيديو في سوريا يتراوح بين ال 12 وال 14 ألف ليرة سورية ولكن بعد مجزرة حماة ( كنا نعرفها بإسم الأحداث ) بيعت هذه الأجهزة في مناطق سكن العسكريين في دمشق ب 400 -500 ليرة سورية فقط وكانت كلها مسروقة من بيوت الحمويين ،اشترى قسم من هذه الأجهزة بشر عاديون لم يشاركوا في هذه الأحداث وضحكوا على أفلام عادل إمام دون أن يهتموا أن أصحاب هذه الأجهزة الأصليين قد حرموا من الضحك وبعضهم حرم من الحياةكما بكوا من مشاهد الأفلام الرومانسية فهم عاطفيون يتأثرون بالمشاهد الحزينة وهم يشاهدونها على أجهزة منهوبة من بيوت مدمرة لناس سوريين مثلهم قتلوا في حماة ،قسم أخر من هذه الأجهزة أشتراه تجار كانوا يسخرون من غشمنة العسكري الريفي الذي باعهم الأجهزة بسعر رخيص ويؤمن كثير من السوريين أن تحالف هذا التاجر الحربوق مع ذلك العسكري الغشيم قد حكم البلد لزمن طويل
هامشٌ ثانٍ :أم أحمد السيدة اللطيفة في حارتنا أصيبت بالسكري نتيجة نوبة زعل إثر سماعها بخبر تفجيرات باصات العسكريين القادمة من دمشق إلى اللاذقية فإبنها المهندس الملازم كان قادماً في إجازة يومها وكانت تشتري الخضار لتطبخ له طبخته المفضلة عندما وصل الخبر فأرتمت على الأرض مولولة: قتلوك ياعيني قتلوك. وماتت بعد زمن من المعاناة من المرض ولكنها كانت سعيدة فالشاب لم يركب في أحد هذه الباصات المنكوبة ونجا وأصبح مدير لإحدى شركات القطاع العام وكما غيره من مديري هذا القطاع المعروفين بتوفيرهم وحسن إدارة زوجاتهم للشؤون والنفقات فقد أشترى فيلا ومزرعة وعقارات وسيارات ونقل عنه من زاره مؤخرا” أنه مزعوج من حال البلد نتيجة لهؤلاء الرعاع الذين ينادون بالحرية وهو يحضر التلفاز فيستغرب منذ متى هؤلاء الهمج يفهمون بالحرية ؟ويصرخ:” يجب الحسم يجب الضرب بيد من حديد “.
أما ذروة إنفعاله فهي عندما تعرض قنوات الفتنة والتضليل مشهد الشاب السوري الذي يقول أنا إنسان ماني حيوان وكل الناس متلي فيكاد لا يصدق مايسمعه هل يعتقد أمثال هذا الشخص أنهم فعلا” مثلهم مثلنا ويطلب حينها من خادمته الأسيوية تغيير نفس الأركيلة ليروق
هامش ثالث:في مجلس عزاء كان أحد أعوان رفعت السابقين يتحدث منتقدا” حال الفساد في البلد” قائلاً: يقدمون الفاسدين المتملقين الخانعين في المناصب ويقصوننا نحن الناس الشرفاء دعاة المؤسسات نحن من حمينا البلد وقصفنا حماة ودمرنا أحيائها .يستمع إليه من في المجلس ويهز بعضهم رأسه إستحسانا” وموافقة
هامشٌ رابع :في جلسة العملي بمخبر الجامعة جلس زميلنا الشاب الحموي في مقعد يشرف على الفسحة اعتاد أن يجلس عليه شاب من القرداحة فطلب الأخير من الحموي أن يختار مقعد أخر وعندما أجابه أن المقعد ليس محجوزا” بإسم أحد، صرخ به غاضباً: “يبدو أنكم نسيتم درس حماة وبحاجة له من جديد..!” فغادر الشاب الحموي المقعد وأختار مقعد بعيد جاهدا” في مغالبة دموعه أمامنا ولم يكن ربما يعلم أن قلوبنا تبكي معه _عذرا”حماة سامحينا_
هامشٌ خامس :أبو اسماعيل المساعد أول في اللواء المشارك في مجزرة حماة لم يكن يعتريه الشك في قدسية ووطنية مهمة الجيش هناك وعندما كان يأتي إلى قريته الحفة يقول لمن يخالفه الرأي عن البيريه العسكرية التي كانت تمشي على سيالة الدم في مدرسة المدفعية ويسأل كيف الحوار مع هؤلاء المجرمين ، وعندما أوقفت دورية من الأمن ابن شقيق أبو اسماعيل وقالت له أنه من الأسماء المطلوبة لعلاقته بالأخوان المسلمين وسيتم أعدامك حالا” ووضعوه على الجدار وعصبوا عينيه قبل أن يقهقهوا ويقولون له عم نمزح معك يا رجل شو ما بتلقى مزح ،يومها أنتخى أبو اسماعيل وذهب لقائد اللواء للشكوى بحق دورية الأمن وفي جلسة صفا بعد سنين همس لصديقه عندما أتى ذكر الشاب وكيف أنه لم ينجب أولاد بعد حادثة توقيفه : الحمد لألله أني أنجبت أولادي قبل الدخول لقائد اللواء للشكوى.
هامش سادس :عندما علمت أن بعض مزارعي القرى القريبة من حماة تزوجوا من بنات كبريات العائلات الحموية ومن دون مهر وبعضهم اخذ زوجته على ضرة بررت الأمر بحالة العنوسة في حماة نتيجة قتل الألاف من شبابها قبل أن أعلم لاحقا” أن شبهة تعرض هؤلاء الصبايا للإغتصاب أثناء المجزرة هو مادفع أهاليهن للقبول.