1987
كنا ثلاثة
الختيار..وانا…وال.*البسّة*..
-الثلج برّا -نصف متر..والبراد فارغ.شأنه شأن الجمعية الاستهلاكية.وكذلك رفوف المطبخ الذي يلمّنا في تلك الليلة الباردة
فقط التلفزيون الذي كان مليء…
بجملة كان قد تم اختراعها حديثا”//الى الابد الى الأبد..يا حافظ الاسد//مع لحن رخيص تشعر ان سعيد حمّادة شخصيا” من وضعه في احدى تجلياته القطرية,قبيل بلوغ الامة العربية ذلك المنعطف التاريخي المستمر..
طبعا” لم يكن وقتها فضائيات ولا فيصل قاسم ليكسر وحشتنا نحن الثلاثة.:/..الختيار..وال.* البسّة*وانا
ولتزداد ليلتنا بؤسا” فقدكان ايامها احدى بيعات الرئيس.التأبيدية .وكلمة// نعم //تكاد تخرج من الصندوق الخشبي لتلفزيون ال سيرونيكس الذي توفي دون ان يكحل عينيه بصحن لاقط…
ولا خيار ………. الا ان تشاهد..
في الحقيقة انا من كان يشاهد فقط… اما الختيار فكان يراقب القطة الجائعة تلحس اقدام البراد.الاربعة .لعل شيئا” ما يسيل اليها من الاعلى..لم تكن مقتنعة اننا في حالة حصار وان هناك مؤامرة..على البلد..وانه لا يوجد ما يؤكل في البيت سوى كبريت الفرس واقلام ال. ريم..
لم تكن تصغي الى الحان سعيد حمّادة..ولا تعرف وليد ابو السل..او عصمت رشيد واغنيته الملحمية//بدنا غول .. هاتو الغول..//كان العشاء همها الوحيد..//اللّي بيقلّك بسّة//كانت فقط تلحس البراد من كل جانب ولا شيء غير ذلك.
التفتُّ الى الختيار وهو يديدم فقال لي
كتيب يا ولد:
//صبرك يا بسّة تَ نلاقي رغيف…………..
وكلمة شرف نتقاسمو تنصيف
جوعك يا بسّة وجوع طفل زغير……..حزّو بقلبي مثل حزّ السيف//
………………………………………………………………………………………………………………
حاشية:1 -القصيدة اشتهرت في كل افرع المخابرات طبعا” واصبحت البسة تتنقل من فرع الى اخر..دون ان تجد ما تأكله سوى كبريت الفرس واقلام ال ريم… ربما استطاعوا اقناعها بالمؤامرة لا اعلم.. فقد انقطعت اخبارها منذ ان اقتنع عصمت رشيد.. ان روتانا لا تحب شكله وقرر الاعتزال