وإلاّ

سامر المصفي
 

لا، سوريا ليست بحاجة لحل سياسي كما يقول الابراهيمي في آخر تجلياته بعد الغيبة بل هي بحاجة لحل اغاثي، وفوري… فالوضع الانساني بتدهور مستمر ومخيف، عائلات تسكن الكهوف، واخرى تنزح بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية وانعدام مصادر الطاقة الاساسية، ولم تعد البراميل والقذائف هي معيار النزوح اليوم ما ينذر بقادم كارثي على نطاق واسع. فمن يجوع اطفاله سوف يسرق ويقتل ويفعل اي شيء الا ان يشاهدهم يموتون جوعا وبردا امام عينيه.

اما الابراهيمي (مبعوث النصف المتحضر من الكرة الارضية) والمليء بمنظمات حقوق الانسان والصليب الاحمر واليونسيف واصدقاء الحيوان وثقب الاوزون، فهو يهدد علانية عن لسان الاسد. “إمّا الحل السياسي على طريقتي واما الكارثة وسيقتل مئة الف اخرين”..

اما الغرب والامريكان فيعرفون هذا ولايزالون مستعدين لتجريبه طالما انهم غير متألمين في لعبة عض الاصابع العالمية الجارية.

الابراهيمي يهدد عن لسان الاسد ومن خلفه من وظفوه بقتل مئة الف إذا لم يقبل الشعب السوري ما يريده الغلام المدلل، حكومة واسعة الصلاحيات مع بقاء الاسد. ما يعني حكومة (شحاطات لاجهزة الامن) ولكن بالوان وقياسات مختلفة هذه المرة. وفي الوقت ذاته ستكون المعارضة صاحبة اللاحول ولا قوة هي الرافضة للحل السياسي الذي سينقذ البلد من الكارثة الكبرى..
في الوقت الذي يعلم به اصغر دبلوماسي في اخر الارض بان بقاء بشار بالسلطة يعني استمرار القتال واستمرار العذاب السوري بالنزوح جوعا وبردا وقصفا…

الجميع يعلم يقينا أن رحيل بشار هو (الحل الاغاثي الوحيد) وبأنه بات نافلاً الحديث عن انهيار الدولة وانهيار الاقتصاد والجيش والسلم الاهلي، فلا مكان الان لتخريفات الابراهيمي ولم يعد خافيا نهر الدم الذي تتباعد ضفتاه كل يوم بين هذا النظام بكافة رموزه وسلطاته وبين مستقبل سوريا، ايا كان شكله او الوان علمه أوكلمات نشيده الوطني سواء كانت “سوريا يا حبيبتي” ام “طلع البدر علينا”

عن سامر المصفي

سامر المصفي
مدوّن سوري - كتّاب دحنون