رغم ان التطرف والاسلاموية الطافية كرغوة على وجه (طنجرة) الثورة أشد مما كانت عليه بأضعاف قبل عام من اليوم، اﻻّ ان اسماء الجمع لم تعد تأخذ ذلك الايحاء السلفي المنفر والاشكالي. ما يؤكد انها لم تكن يومذاك سوى آلية لتفريغ الغضب ورد فعل على خذلان الايقاع العلماني والوجه المدني الذي بدأت به الثورة والذي احرج العالم العلماني والمدني “الغربي” بالقدر نفسه الذي لامس فيه قلوب الملايين حول العالم علمانيين واسلاميين على السواء..
“هندسة الشهادة” اسم الجمعة الاخيرة في درب الجلجلة الطويل والدامي، لم يكن اكثر من بوست جيد على الفيسبوك او لافتة في كفر نبل لكنه لن يغير في مجرى الاحداث بحال من الاحوا ل ولن يلتفت بالقطع احد في الطرف الاخر من الكوكب لطلاب جامعيين قتلوا بمنتهى الغدر والوقاحة في قاعات الامتحان وغرف الدراسة حتى لن يكونوا ورقة ضغط وابتزاز لنظام الاسد تحت سيف حقوق الانسان فهذا النظام اعلن صراحة وعلى لسان رئيسه بأن الامم المتحدة لعبة سياسية وعلينا ان نلعبها وهو محق… على غبائه.
“هندسة الشهادة” اسم يعكس بوضوح حجم الخيبة والالم والخذلان من العالم الذي أدار ظهره لشعب تقصفه طائراته وصواريخه كما لم يحدث قبلا في التاريخ لكنه ايضا يخفي في طياته حسماً للمجاقرة والفذلكة مع المصابين بالاسلاموفوبيا والذين يقيسون كل يوم طول اللحى بالمليمتر وبلون اللافتة – وهذا الحسم ليس ولن يكون لصالحهم بالطبع – فكلما زاد غليان الثورة كلما زادت وطفت الرغوة اكثر وطالت اللحى اكثر، وكلماطال اكثر انتظار نضوج طبخة الحصى في تلك “الطنجرة الثوربة”..
ولكن من قال ان الحصى لا تنضج…حقاً…
هذا الشعب الذي يلتحف القذائف في المدن الثائرة ويأكل التراب في مخيمات اللجوء منذ عشرين شهراً سيأكل الحجارة والصخور.
لكنه لن يقبّل يد الاسد…