الصفحة الرئيسية / صحف وترجمات / الضربة الإسرائيلية ربما تكون أولى سلسلة من الضربات

الضربة الإسرائيلية ربما تكون أولى سلسلة من الضربات

2013-01-31T153721Z_01_JER06_RTRIDSP_3_SYRIA-ISRAEL-ATTACK
Washington Post
By Joel Greenberg 
& Babak Dehghanpisheh, 
Published: February 9

 

القدس – من المحتمل أن تشكل الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، والتي استهدفت وفقاً لمسؤولين غربيين أسلحة متجهة إلى جماعة حزب الله اللبنانية المتشددة، بداية حملة أكثر عدوانية من الجانب الإسرائيلي لمنع نقل الأسلحة في ظل تدهور الأوضاع في سوريا، حسب محللين في إسرائيل و لبنان. حيث تنذر استعدادات إسرائيل للضرب مرة أخرى إذا ما اقتضت الضرورة بنشوء مرحلة جديدة أكثر تقلباً فيما يخص التداعيات الإقليمية للحرب السورية الأهلية، ما بدوره أثار مخاوف في إسرائيل حول احتمال نقل أسلحة متطورة أو غير تقليدية لجماعات إسلامية متشددة.

هذا وقد أقر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أن إسرائيل كانت قد نفذت الهجوم بالقرب من دمشق يوم 30 يناير، واصفاً إياه بأنه “دليل على أننا عندما نقول شيئاً فإننا نعنيه”. ويشار أن وزيراً في الحكومة الإسرائيلية قد حذر قبل الهجوم أن إسرائيل قد تقوم بالتحرك لصد عمليات نقل الأسلحة الكيميائية لجماعات متشددة.

من جهته صرح عاموس يادلين، الرئيس السابق للإستخبارات العسكرية الإسرائيلية والذي يدير معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، في مقابلة له أنه على الرغم من توقع إجراء ضربات إسرائيلية مستقبلية، إلا أنه سيتم الاعتماد على حسابات نوعية لفوائد ومخاطر مثل هذه الضربات.

 

أربعة أنواع من الأسلحة

وأضاف أن إسرائيل قد حددت أربعة أنواع من الأسلحة التي لن يتم التهاون في عملية نقلها إلى الجماعات المسلحة : أنظمة الدفاع الجوية المتطورة، صواريخ باليستية متطورة، صواريخ بر-بحر والأسلحة الكيميائية. وفقاً لهذه السياسة، أضاف يادلين: “في أي وقت تحصل فيه إسرائيل على معلومات استخبارية موثوقة تفيد بنية نقل هذه الأسلحة من سوريا إلى لبنان، سوف تقوم بالتحرك،” على الرغم من أن عملية اتخاذ قرارات الضرب ستخضع لتقييمات عدة من تقديرات عسكرية للهجوم إلى مخاطر التصعيد ومواقف القوى الأجنبية. “وبما أن الجيش السوري يصبح أضعف يوماً بعد يوم وحزب الله أكثر عزلة بسبب فقدان راعيه السوري، فمن المنطقي أن يستمر هذا الأمر”، ويشير يادلين إلى أن الردود الإسرائيلية ستدرس ملياً في كل مرة و “لن تحدث تلقائياً”. المعضلة الحقيقية التي تواجه المسؤولين الإسرائيليين، حسب يادلين، ليس القيام بالهجوم أو لا، ولكن إذا ما كان التقاعس عن الهجوم من شأنه أن يعرض إسرائيل لمواجهة خطر أعظم في وقت لاحق. “المقارنة الصحيحة هي بين مخاطر التصعيد الآن ومخاطر وجود عدو أكثر ضراوة وتكبد خسائر أكبر في الأعمال العدائية المستقبلية”.

كما توقع محللون لبنانيون المزيد من الضربات الإسرائيلية عند أي محاولة لنقل أسلحة متطورة. حيث: “تحاول اسرائيل خلق شعور من الردع, وبأن الجانب الآخر يحاول اختبار وتقويض النظام” كما يقول الياس حنا، جنرال متقاعد وأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت. تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حزب الله كان قد جمع حوالي 60،000 من الصواريخ والقذائف منذ حرب عام 2006 مع إسرائيل. ويقول مسؤولون اسرائيليون أن هذا العدد يشمل مجموعة من صواريخ (سكود-د) البالستية بنطاق يصل إلى أكثر من 400 كيلومتر، والتي تم استيرادها من سوريا في السنوات الأخيرة. بالإضافة إلى صواريخ قصيرة المدى مستوردة من سوريا وإيران، ويؤكد المسؤولون أن ترسانة حزب الله يمكن أن تصل إلى أي مكان في إسرائيل.

بدوره يحذر مسؤول إسرائيلي يقوم برصد عملية تجميع هذه الأسلحة أن نقل أنظمة متطورة مضادة للطائرات لحزب الله، مثل صواريخ أرض جو من طراز (SA-17) والتي كانت هدفاً لغارة 30 يناير- لن تشكل تهديداً لطلعات إسرائيل الاستطلاعية على لبنان وحسب بل على المجال الجوي الإسرائيلي على حد سواء. “هذه الصواريخ متنقلة ويمكن إخفاؤها، كما يمكن أن تشكل مشكلة كبيرة للغاية بالنسبة للقوات الجوية الاسرائيلية ” أضاف المسؤول غير المخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام. يقول الإسرائيليون إنهم متخوفون أيضاً من احتمال نقل منظومات صواريخ ساحلية إلى حزب الله من تلك التي قدمتها روسيا إلى سوريا، صواريخ كروز ياخونت تحديداً ذات مدى أكثر من 180 كيلومتر، والتي لا تقتصر خطورتها على السفن الإسرائيلية فحسب، بل على منصات النفط الاسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط أيضاً. ويذكر أنه في حرب 2006، تعرضت سفينة تابعة للبحرية الاسرائيلية لصاروخ صيني التصميم بحر-بحر أطلقه حزب الله. ومع ازدياد كثافة الاقتتال في سوريا، “هناك مؤشرات ملموسة أكثر فأكثر أن هذه الأسلحة يمكن أن تصل إلى لبنان” يضيف المسؤول.

“السوريون حريصون على الحفاظ على
حرب أهلية في سوريا، حيث يتفوقون
عسكرياً على المتمردين بأشواط، أما
ضد قوى خارجية، سيكونون أقل شأناً بكثير”
 
عاموس يادلين

لا تزال ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، بما في ذلك قنابل وصواريخ ذات رؤوس حربية كيميائية، تحت سيطرة الحكومة السورية في الوقت الراهن وفقاً لتقديرات إسرائيلية.”إن رصد [المخابرات] لمستودعات الأسلحة الكيميائية السورية صارم جداً، لذلك هناك فرصة جيدة أن يتم اكتشاف أي تحرك “، يؤكد داني شوهام، محلل سابق للمخابرات العسكرية وخبير في الأسلحة غير التقليدية في مركز بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان. فيما يوضح نزار عبد القادر، محلل لبناني وجنرال متقاعد، أن بعثات استطلاع إسرائيلية تراقب بشكل دائم الطرق بين سورية ولبنان، وأن أي إعداد لنقل الأسلحة المتطورة من شأنه أن يسفر عن غارة إسرائيلية. وأن حزب الله قام بتخزين أسلحة ثقيلة وصواريخ بعيدة المدى في سوريا ولكن من غير المرجح أن يقوم بالكشف عنها عن طريق نقلها في ظل الظروف الحالية.

مع انشغال الجيش السوري بالاقتتال الداخلي وحذر حزب الله لتوخي المساس بموقعه في لبنان في ظل ضعف راعيه السوري، من غير المرجح نشوب خطر صراع أوسع نطاقاً ضد إسرائيل كرد على غارة 30 يناير، كما يرى مسؤول اسرائيلي ومحللون. “السوريون حريصون على الحفاظ على حرب أهلية في سوريا، حيث يتفوقون عسكرياً على المتمردين بأشواط، أما ضد قوى خارجية، سيكونون أقل شأناً بكثير” الكلام ليادلين ويضيف “اذا هاجم حزب الله (إسرائيل)، فإن هذا الهجوم بشكل أساسي ما هو إلا اعتراف بأن نظام الدفاع الجوي كان في طريقه إليهم، مما سيثير غضب الروس “الذين يوردون الأسلحة إلى سوريا على أساس أنها لن تنقل إلى حزب الله ومع ذلك، حذر يادلين، أن كل ضربة إضافية إسرائيلية تزيد من مخاطر التصعيد قائلاً “على صناع القرار إعادة التقييم في كل مرة إنها ليست مجرد معادلة رياضية”

 

….

ترجمة ريما القاق

 

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.