1. Shine On You Crazy Diamond
shine!
منذ سنوات، مرةً واحدة وللأبد، اخترتَ أن تقف هُناك، مع الحاقدين.. فلاسفةُ المنطق والمنطق فقط، ومدمنوا المتواليات الرياضية، الناقمون على كُل ما يحدث، من قالوا “نحنُ لا شيء يُعجبنا..”، أصحاب النظراتِ المُركزة اللامبالية، والبطون السوداء، من لايلتفتون..
and shine!
هيّا أيها الغريب، لقد بلغتَ السِر باكراً، تألقْ وضع أصبعك في بؤبؤ العالم، أُرفض. أن تعيش يعني أن ترفض.. ولا تأبه لكل هذا الكذب الذي يُغلف الجو.. أنت تعرف.. الأعمى أعمى حتى لو سار معه كلبٌ مُدرب، والقُبح الذي يملأ ما تراه سببه هذه المُهادنات الكاذبة، السيء سيء لكنهم لا يخبرونه بذلك، فيُصدِق.. تباً.. أنت تعرف.. أن داخل كُلِّ إنسان ثمة حصانٌ يتألم.. تعرف كيف يركضون ليتناسوا أن هُناك أشخاصاً جائعين، كيف يستهلكون ليشعروا -كذباً- بأنهم أفضل ممن حولهم، كيف يعتقدون أنهم يعيشون حياتهم مثلما يشاؤون وهم عالقون في قلب الشكل الواحد المُكرر، وتعرف كيف ينامون وحيدين.. تَذكُرُ!!، حين كُنت صغيراً، كُنتَ مُشعاً كالشمس.. ولم يضع أحدٌ القمر في يمينك، رأيتَ الدرب وحدك، ومضيتْ حتى بقيت وحدك، وأنت وحدك أنت وحدك.. أردنا أن تكون مِثلنا، أردنا أن نربطك هُنا، فالآخرون يُخربّون ما اعتدنا عليه، يكسرون إيقاع الآلة التي نعمل وِفقها.. أردنا أن تكون معنا، مع كل هؤلاء الذين اختاروا أن يكونوا مُتشابهين.. وذهبتْ..
shine
لقد وضعتَ إصبعك في بؤبؤ العالم، بصقتَ عليهم، على المُنافقين، على المُتنكرين، على الأصدقاء الذين يقولون ما نرغب بسماعه فقط، مُدّعي التعاطف المجاني، النساء الراغبات بأن يِكُنَّ رجالاً، قارئي الخطابات، السياسيين، مُدراء مدارس الأطفال، دُعاةِ السلام، تجارِ الحروب، القانِعين، المؤدلجين والفوضويين، أصحاب الكُتب الأكثر مبيعاً، الزوجاتِ اللواتي لا يُجدن الطبخ، مُدمني الأماكن المكتظة، الشرطة، موظفي الاستقبال، المُصِفقين، المُجاملين، وبصقتَ على المزيفيين.. وضعتَ إصبعك في بؤبؤ العالم وقلتْ: أنا لا أُصدق..
http://www.youtube.com/watch?v=9zACEJdFOpA
Shine On You Crazy Diamond: غنتْ فرقة Pink Floyd الأغنية لأول مرة ضمن جولة لها في فرنسا عام 1974 ثم تم تسجيلها ضمن ألبوم Wish You Were Here في العام التالي، الأغنية مُهداة إلى (سيد باريت) Syd Barrett المؤسس الفعلي للفرقة وقائدها الذي ترك الفرقة عام 1967 بعد إدمانه على الكحول والمُخدرات.. عمل سيد باريت لاحقاً لوحده وأصدر ألبومين لم يلقيا نجاحاً كبيراً، توفي في كامبريدج عام 2006.
Where did you Sleep Last Night??.2
يا فتاتي، يا فتاتي، لا تكذبي عليّ.. واخبريني..
دائماً تُخفين قِسماً من الحقيقة، لم تُكملي لي يوماً، وأنا مريضٌ بتفاصيلك، مريضٌ وخائف عليكِ كقاتل مأجور أضاع اسم ضحيته.. الفتياتُ مثلك يحتاجون أكثر مني، والرجل الحقيقي يحتاج أشياء قليلة.. يا فتاتي، لقد تحدثنا طويلاً، وزعنا الفرح على أيام الأسبوع، ولم نعرف أن هُناك ماهو أبعد.. كُلما زادت
المسافة بيننا زادتْ الخدوش، أشياء تتكسرُ بالتقادم وأخرى تتكسر بالتحديث، ولم استطع يوماً أن أُحيطكِ، دائماً تهربين، تهربين واترصدك، ثم تهربين واترصدك.. هكذا إلى أن أتعب..
-يا فتاتي، إلى أين تذهبين؟؟
– إلى حيث تهبُّ الريح الباردة..
أنا قلقٌ يا فتاة، ووالدكِ أخبركِ -حين كُنتِ صغيرةً وتلعبين مع الفتيان في مدخل الحارة- أن بإمكانِكِ أن تفعلي كُلَّ ما ترغبين به.. قلقٌ وترعبني الفتيات اللواتي يستطعن فعل كُل مايرغبنّ به.. ولا تتوقفين أبداً، فرطُ نشاطكِ نقطة ضعفي، كيف يمكن لشاب كسولٍ أن يُجاري أرنباً!!؟؟.. ولا تحبين السكينة، في كُلِّ مرة كُنتِ تسافرين فيها أسأل نفسي: ما الذي يستحق هذه المُخاطرة؟؟ أي قلبٍ حديديٍ تملكين لتعبُري نِصف حربٍ لأجل أفكارٍ شريرة لستِ مُتأكدةً من وقوعها..؟؟
ولا أدري، كان يُمكن أن تحدث أشياء أفضل مما يحدث، كان مُمكناً مثلاً أن نلتقي في محطة قطارات غريبة، نجلس في القطار قبل الموعد، يتحرك القطار الذي إلى جانبِنا فنظنُّ أننا نتحرك، كان مُمكناً، ولم نركب قِطاراً سويةً.. كان مُمكنا أيضاً -على سبيل العتب- أن لا تذهبي في ذلك الصباح البارد، كُنتُ سأخترع لكِ نظريةً طويلةً عن العلاقات الإفتراضية، وأحاول أن أكون لطيفاً أكثر مما تعودتْ.. كان مُمكناً، والقسوة هي أن أقول “كان”..
صغيرتي، لا تكذبي أرجوكِ.. لمرة واحدة على الأقل، اخبريني، لماذا تشعرين بالنقص إزاء هذا الزيف؟؟ أنتِ حقاً جميلةٌ لوحدكِ، ولا تحتاجين لشاعر يُذكركِ بذلك.. أنتِ حقاً جميلة، وكُلُّ رجل يخبرك بذلك نذل.. لماذا كُنتِ تبحثين دائماً؟؟ لماذا تشعرين بأن الآخرين مُمتعون؟؟.. مرة واحدةً جاوبي.. وأنا سأعترف، هل كُنتُ سافلاً؟؟ نعم كُنتُ سافِلاً. تلك الرغبة الذكورية بأن أُسيطر على الوضع، وأنتِ بكل ما تملكين من وسائل لتصيري أقوى دائماً.. ومن انتصر في النهاية؟؟ لا أدري، هذا ما يُسمونه حرب الخاسرين.. يا فتاتي، اخبريني، أين نِمتِ الليلة الماضية؟؟ ولن تُجاوِبي.. أعرف أنكِ لن تُجاوبي.. وأفهم بصعوبة ما يحدث، الآن هكذا أصبحتِ، كما لم أعرفكِ أبداً، وثمة فراغٌ فسيح أحاول أن اعتاد عليه.. ولا أدري..
Where did you Sleep Last Night??
تُعرف الأغنية أيضاً باسمي In the Pines وَ Black Girl، وهي من الأغاني الشعبية الأمريكية القديمة، يعود تاريخها إلى حوالي العام 1870 ويعتبر التسجيل الرسمي الأول لها هو تسجيل ليد بيلي Lead Belly في عام 1940. كانت الأغنية هي آخر ما غناه كورت كوبين Kurt Cubain في حفلة Nirvana الشهيرة في نيويورك 1993، ومن أواخر أغنياته على الإطلاق، حيث انتحر “كوبين” في عام 1994 بطلقة في الرأس، ويُعتقد بأن مشاكله مع زوجته إلى جانب إدمانه للمخدرات هي أحد أسباب الانتحار..
كتب كوبين في رسالة انتحاره: “أنا شخصٌ متقلبٌ جِداً، غير مستقر، وخالٍ من اي رغبة.. واعتذر لأن عليّ أن أكون واحداً من هؤلاء الأنانيين الذين لا يُقدرون قيمة الاشياء إلا في الوقت الذي لا تعود فيه موجودة..”.
3. Sugar Man
رجُلَ السُكر، هلّا أسرعتْ، لقد تعِبتُ من هذه المشاهد.. رَجُل السُكر يا صديقي، نحن نُكرر كُلَّ ما نكره بالرتم ذاته، وبالخطوات ذاتها، ثابتون هُناك، لقد وضعونا في الثلاجة لنقسو، كلهم يكرهوننا، كل واحد منهم يكرهنا بطريقته.. وأنا انتظرك، انتظر السفن الفضية السحرية التي تحمِلُها.. لقد تَعِبنا يا صاحبي، أكلنا السمكة وعلق الحَسكُ في حَلقِنا، لا نستطيع الاستمرار في الأكل ولا أن نُرجِع السمكة لمياهِها..
رَجُل السُكر، أنا انتظر أن أرى -في هذا المُربع الإلكتروني البارد- صاروخاً يُدمر منزلي القديم، أُراقبُ فقط والمشهدُ بشعٌ أكثر من خيالات الكُتب، الخيال أقل مما يحدث، تابوتٌ في مدرسة ابتدائية، رجلٌ يشرب القهوة على بلكون مدمر، شابٌ يحمل بندقية وجيتاراً، هذا أكثر من الخيال بقليل، وأبعد من أن نقوله.. رَجُل السُكر أنت الإجابة التي تجعل أسئلتي تختفي.. رَجُل السُكر.. لقد رأيتُ -فيما رأيت- طفلاً يحفظ آية الكُرسي تحسُباً لأي حاجز سلفي يوقفه على الطريق إلى العاصمة.. رأيتُ -فيما رأيت- بقرةً أصابها قناصٌ في ضرعِها، والبقرة تتأوه وتُقسمُ بقرن الثور المُقدس أنها كانت تجترُ حين تهاوت الطائرات.. قد أرهقني ما رأيتْ.. وأرهقتني هذه الثنائية التي وقعنا فيها..
احتاجكَ لأشعر براحة الضمير الناجمة عن عدم استطاعتي القيام بشيء إزاء الكارثة.. رَجُل السُكر.. رَجُل السُكر.. اسرِعْ، أرجوك أن تُسرع..
Sugar Man: الأغنية صدرت في 1970 ضمن الألبوم الأول ل Sixto Rodriguez الذي حمل عِنوان Cold Fact، وهو واحد من ألبومين وحيدين أصدرهما رودريجيز.. الأغنية لم تلقَ رواجاً في أمريكا مثل كل أعمال رودريجيز الذي ظلَّ اسماً مغموراً حتى في مدينته.. بالمُصادفة تصل نسخة من الألبوم إلى جنوب إفريقيا، وهناك يُلاقي الألبوم وخاصةً أغنية Sugar Man وأغنية I Wonder شهرة خيالية، لدرجة أن أغاني رودريجيز صارت تُغنى ضمن مظاهرات الشباب الثائر في البلاد ضد نظام الفصل العُنصري “الأبارتهيد”.. في عام 1998 أحيا رودريجيز حفلةً في جنوب إفريقيا بعد حوالي خمس وعشرين سنة من الإنقطاع عن العمل الموسيقي، الحفلة حققت نجاحاً غير مسبوق، خاصةً لأن الكثير من المستمعين كانوا يظنون سابقاً أن رودريجيز قد انتحر بإطلاق النار على نفسه وهو على المسرح في إمريكا.. تناول الفيلم الوثائقي Searching for Sugar Man سيرة رودريجيز وأسطوريته في جنوب إفريقيا..