الصفحة الرئيسية / نصوص / رأي / ذكرى انطلاقة الثورة السورية الكبرى
النصب التذكاري للثورة السورية الكبرى في بلدة القريا
نصب الثورة السورية الكبرى، سلطان الأطرش، القريا،

ذكرى انطلاقة الثورة السورية الكبرى

حمد المصفي
جبل العرب

 

في ذكرى انطلاقة الثورة السورية الكبرى ٢٢ تموز، ١٩٢٥. ذكرى اولئك الذين تساوت لديهم الحياة والموت عند مفترق الكرامة، ذكرى الذين باعوا محاريثهم ومحاصيل بيادرهم ليشتروا بواريد، يومَ دخل غورو الى دمشق، ذكرى اولئك الذين اختاروا ان تكون توابيتُهم صهواتُ الجياد وأكفانُهم عباءاتِهم المرقّعة ذكرى سلطان الاطرش روح الثورة وضمير السوريين الحي. يقف الشاعر حمد المصفي أمام ضريح سلطان في القريّا سائلاً، معاتباً ومتحدياً هذا الزمان الرديء:

شِقّ الكفَن سلطان واسْتلقف السيف (1)
انْ ما انتْ ولّا ما طبيبٍ يردّه

ما يسْتويلك تقبل النوم وتعيف
دار القريّا يكْفخ النذل خدّه

غزّوا اللوا مع نايبات المشاريف
هاها النشامى طوّح العوم حدّه

شرٍّ تِكالى زام فوق الطفاطيف (2)
وش مالها عيون الجبل ما تِلِدّه

يا لابتي يا مرويّين المراهيف (3)
وانتو شكايم كل عايل تعدى

الطعنة اللي انشبت بالسراجيف (4)
وش وجهنا من الصرح انْ ما نردّه

الدار يحموها الصِّيد الغطاريف
ويا سخف عقل الْيحسب السيف صدّا

كثارٍ لَفُونا قبل منك مِزاهيف (5)
وجبالنا عَيّت على من يهدّه

ما يحمد المشوار شين التواصيف (6)
وابْشر سدادك جَبْعة الصاع مِدّه

اسْيادك العجرم وانت شوك المِذاليف (7)
يا مَن لعجرمْ عَ حريرٍ تِسَدّى

كره الجماعة مايجي بالتصاديف
يَدرون سفْهك ماضٍ ومستجدّه

أنا وسقالله ودارت الريح عالكيف (8)
ياغير تُوطاك الرَمَك في مَكدّه

حنّا حُماة مصلْهمات المشاريف
وابْشر بعزّك يا الْعرين المفدّى

——————-

1- الطبيب: الفارس
2- تِلِدّه: تشاهده
3- المراهيف: السيوف
4- السراجيف: الاضلاع ( الإشارة هنا الى اغتيال الناشطين في القريا: لورنس رعد , باسل وصفوان وخلدون شقير)
5- مزاهيف: الغزاة
6- الصاع : مكيال جزء من المد
7- اشارة الى ايران
8- الرمك: حوافر الخيول

عن حمد المصفي

حمد المصفي
بدأت تجربته الشعرية في منتصف الأربعينات عكس خلالها مشاعر الإنسان السوري وتطلعاته لبناء الدولة الوطنية بعد الاستقلال. للشاعر ديوان مطبوع تحت عنوان (مختارات شعرية) كما كتب مجموعة شعرية خاصة بالثورة السورية منذ اليوم الأول لانطلاقتها