لا اعرف ماذا اصابني اليوم…؟ عشت لاروي لكم طفولتي بمجزرة حماه 1982
عندما صفعني ابي وارسلني لالحق بامي واخوتي وباقي سكان البارودية وكأنه كان يعلم انني لن انسى تفاصيل المأساة ماحييت واخبركم واقسم انني اروي مقتل ابي وكانني اراه اليوم بكل شهيد اومعتقل ربما يكون هناك ازدياد في ارتباكي في كتاباتي في هذه الجزئية من الشهادة الان فاعذروني لانه (أبي) .. اه يا ابي كيف استطعت ان ترسلنا الى المجهول ياله من الم، كيف كان قلبك وعقلك آن ذاك. من هنا بدأت عذاباتك تكبر.
في الملجأ الذي دخله هو وعمتي تم اعتقاله الى الابد، عند وصول الجيش الى الملجأ بعد ان تم تأخيرهم من قبل بعض الشبان الشجعان الذين اعرف احدهم معرفة اليقين واخبرني كم عانوا من القصف وكيف استطاعوا تأخير دخول التتر لعدة ايام اعتقل ابي وجميع الرجال واقتيد وا الى معمل البورسلان وهذه الرواية وصلتني ممن كانو معه هناك، بعد ايام وهم تحت المطر بدون طعام، السماء كانت تروي عطشهم وربما مرة او مرتين ياتي الجنود ببعض الخبز ويبدأون برميه ويطلبون تحت تهديد السلاح ان يتراكض الناس اليه للامعان بمهانتهم كان هناك هنكارات واقبية وكانو يتقاسمون الالم كعادتهم فالقبو اكثر دفئأ من الهنكارات التي تحميهم من الرياح والساحة خارج الكون القتل والتشويه والسحل وخلع الاسنان وقص الاذان واللسان وقلع العيون وكسر الاطراف ومع ذلك الناس كانو يتبادلون الادوار ويتقاسمون الالم.
بعد ايام من وجوده هناك كان الناس ينادونه يادكتور كنوع من الاحترام وتخفيف الالم وهو الذي خفف الامهم من قبل, وكان دائما يقول للجميع لا تنادوني بدكتورلانه يعلم انهم لن يتركو مثقفا حييا في مدينته وهوالذي وقع على بيان مثقفي حماه والذي ارسل الى النظام لاحلال الديمقراطية واطلاق الحريات والى اخره من حقوق, اليوم ننادي بها وسننالها باذن الله ويروي لي احد الشهود ان ابي رأه يحمص قطعة خبرا صغيرة على احد الافران هناك فقال له كلها كما هي والى الان لم استطع ان افسر ذلك اكان قصده من اجل الفائدة الغذائية اومن اجل رائحتها مراعاة لجوع جميع المعتقليين .. تسرب خبر الى الضباط بوجود طبيب بين جموع المعتقليين وكانوا اكثر من خمسة الاف في هذا المعتقل فقط فجمع المعتقلين في الساحة وبعدها قال الضابط الكبير نريد طبيبا واوحى للجميع ان هناك حالة اسعاف مستعجلة فخرج ابي ولبى النداء وهوالذي اقسم قسم ابقراط وكان هناك طبيبا اخر لبى نداء الواجب ولكن لم يعلمو بالمكيدة سحل ابي والطبيب الاخر وعذبو من دون رحمة واقتلعو احدى عينيه وهو يصارع الالم وروى لي احد الذين كانو هناك ان ابي كان على الارض يتلوى من الالم وانهالو عليه بالاسلحة وكانهم يلعبون وقبل ان يموت تكالب الجنود عليه وكانهم ذئاب, لساعات دامت الامه كيف كنت تشعر ياابي…؟ وبعده رمي جسده الذي يشبه جسدي ووجهه الذي يشبه وجهي وروحه التي تشبه روح شهدائنا اليوم في الساحة ثم سلمت جسده الطاهر للمستشفى الوطني وبقي مرميا مع الشهداء على باب المستشفى ,لم تنتهي عذابات ابي الى الان فقلعت عينه الثانية هناك واخرجت بطاقته الشخصية وخرزت في ملابسه.
استطاع احد من اقربائنا ان يأخذ الجثمان وتم دفنه من غير عيون.
وانا اليوم اقسم انني لم اتوقف عن المطالبة بحقوقنا كاملة وان ينال القتلة القصاص العادل ولم ولن اهدأ حتى تعيدوا لي عيون ابي لادفنهم هناك حيث يكون.
الله يمهل ولايهمل الله يصبر هذا الشعب وعندما سيسقط النظام قريبا جدا نشالله سيسمع العالم قصصا تقشعر لها الابدان وسيعرفون انهم ظلموا هذا الشعب .اصبر يا بني ان الله مع الصابرين