Syrian School children, أطفال مدارس سوريا
Syrian School children, أطفال مدارس سوريا

كبت

مصطفى تاج الدين الموسى

 

لا أزال أكره تلك المعلمة التي درستنا في الثالث الإعدادي, فبعد أن تغيبت عن المدرسة لأسبوع.. عادت فانتبهت إلى أن عدد الطلاب في صفي قد ازداد بسبب انتقالات بداية العام الدراسي. قالت لنا وهي تبتسم:
ـــ عددكم ازداد كثيراً !…
أجبتها ببراءة:
ـــ لقد كنا نتكاثر في غيابك… وابتسمت لها ببلاهة, فأسرعت إليَّ وكأنّي قد فجرت قنبلة, ثم صفعتني بقسوة وهي ترتجف.

تألمت كثيراً, مع أنّي يومها لم أكن أقصد ذلك التكاثر الذي يتم عن طريق ممارسة الجنس, إنما ــ وأقسم بالله ــ كنت أقصد التكاثر عن طريق الانشطار, مثلما فهمنا من كتاب العلوم.

وقتها كنت أظن أننا نحن البشر, وخصوصاً الرفاق البعثيين.. نتكاثر بالانشطار. آنذاك لم أكن أعرف ماذا تعني كلمة (جنس) كأي ولد يعيش في دولة عقائدية, تحشد طاقاتها لزجها في معركتها المصيرية ضد الإمبريالية. حتى عندما صرنا في الجامعة, كنت مع الشباب عندما نريد أن نقول عن شخص ما, أنه قد مارس الجنس.. نقول هذه العبارة: (ذلك الرجل, كان هو وزوجته ليلة البارحة.. يقرآن كتاباً لــ سيغموند فرويد).

عن مصطفى تاج الدين الموسى

مصطفى تاج الدين الموسى
كاتب قصصي ومسرحي سوري، درس في كلية الإعلام بجامعة دمشق، صدر له مجموعة قصصية واحدة بطبعتين (قبو رطب لثلاثة رسامين). حائز على عدة جوائز في مجال القصة القصيرة على الصعيد السوري والعربي.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.