“بيوت”
نازلا من رأس منحدر، نحو بيت ٍفي آخره.
تنظر نحو الوادي
بحيرةٌ يحيطها عباد الشمس من كل صوب.
وطريق مائل ينتهي ببيت بسيط
يستيقظ أهله حين يخفّ دفق الماء من النبعة.
…..
الكندرجي يرشّ الماء أمام محله في آخر النهار.
والمارة لا يكفون عن إلقاء التحية في الذهاب والرجوع.
في الحارة الشرقية بعد بيت الراعي، والمنجرة، والدكان.
بيت يتكون من غرفة صغيرة، وحمام صغير، وشباك ضيق، وامرأة في الستين .
لا تسمع إلا صوت عظامها إذا تحركت.
…..
تلة من الإسمنت الأبيض، على جانب الطريق، صارت يابسة بعد نزول المطر، أو هكذا ظن الذين أرادوا تسلقها، فغاصت أقدامهم.
قبالتها بيتان، للأم بيت ٌ، و لأبنائها آخر.
الأبناء يوبخون أبناءهم
لأنهم يقفزون عن الجدار المتصدع الذي يفصل بين الدارَين.
كلما قفز أحدهم عن الجدار، دفعه بقدمه قبل أن يهوي على الأرض، فمال إلى الناحية الأخرى.
على أية حال..
لا يحبذ الأحفاد طرق البيبان، لأن الأجداد يتأخرون في فتحها.
…..
في آخر الزقاق المسدود بشادر قماشي (خلف الشادر شجرة” أكدنيا” ونعناع ).
باب طويل وضيق، يفضي إلى أرض الدار.
باب ضيق يفصل بينك وبين صحن اللبنة وكوب الشاي.
باب ضيقٌ.. وترى أم هرّو، تسند تسعين عاما على عكاز من خشب الزّان.
هذا الباب الضيق، الذي فتحوا دفتيه على مصراعيهما، لم يسمح لتابوت أم هرّو بالخروج من البيت.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.