يقولون اقلعوا عيوننا بتشكيل عسكري ليس إسلامياً…!
يحاجج بعض الأصدقاء في أننا لم نشهد تشكيل وحدات مقاتلة لقوى يسارية أو ليبرالية أو قومية أو بشكل عام القوى الوطنية في مواجهة نظام الشبيحة. في حين كانت غالبية المجموعات المسلحة إسلامية الطابع. لهذا أظن أن من المفيد شرح بعض الأسباب لذلك:
1- هذه القوى في غالبيتها كانت تسعى لأن تبقي الثورة ثورة شعبية مدنية يشارك فيها كل الطيف الاجتماعي في مواجهة نظام الشبيحة. ولا يمكن أن يتسق هذا الأمر مع السعي المبكر للتسلح. على عكس القوى الإسلامية. التي ذهبت بالصراع إلى كونه ثورة السنة على العلويين.
2- هذه القوى انشقت واستقطبت حسب مصالح أطرافها كباقي القوى الإسلامية فظهر بينها من يريد التصالح مع النظام ومن يريد الحفاظ على مصالحة مثلها مثل التيارات الإسلامية أيضاً وإلا فماذا نسمي مشايخ دمشق وحلب الصوفيين ومريديهم والقبيسيات وغيرهم من مجموعات لا تريد أن تنازع الحاكم . ولكن الفرق هنا أن هذه القوى ليست شعبوية وتميز وإن شكلاً بين الفكر السياسي والفكر الديني وهذا ما كان لغير صالحها في ميزان الاستقطاب الشعبوي . الذي واجه رصاص النظام.. وكان من بقي منها في خيارات الثورة بالتأكيد أصغر وأقل ..
3- هذه القوى رغم ضعفها اختارت الخيار الأشمل والأصعب و أرادت أن تحافظ على مفهوم الثورة الإجتماعية العارمة ولم تسعى للسلاح باعتباره الملعب المفضل للنظام في حين اعتبرت المجموعات الإسلامية منذ البدء أن ما يجري جهاد يستدعي حمل السلاح .
4- هذه القوى لم تجد من عائلات خليجية وتنظيمات عالمية يمكن أن تمولها وتمول عملها العسكري تحقيقاً لنبوأت دينية.
5- هذه القوى وجدت أن القوى الدولية التي تشاركها شيء من القيم الاجتماعية والحقوقية والإنسانية في أغلبها إن لم تكن جميعها لا ترغب في التخلص من نظام آل الأسد باعتباره نظاماً وظيفياً يقدم خدماته لها. وبالتالي لم تجد من هؤلاء سوى الجحود والخيانة.
6- هذه القوى التي تؤمن بالشعب السوري كشعب واحد لم تكن تريد أن تدفع الأمور لتقسيم سورية من خلال صراع دموي طائفي .. وتعرف أنه لن يتوقف إلا بتشظي البلاد. وهذا هدف نظام الشبيحة الرئيس.
7- هذه القوى في أغلبها تميز بين مفهوم السلطة ومفهوم الدولة باعتبار هذا الأخير مفهوماً جامعاً لكل أبناء الوطن الواحد يبنى على أساس توافقهم. ولم تكن تريد أن يؤسس الدم المراق لما لا يمكن معالجته.
8- هذه القوى مع كل هذا التباين .. دعمت في غالبيتها وساندت الحراك العسكري بكل ما أوتيت عندما فرضه النظام على الشعب .. بل وقدمت الشهداء الكثيرين دون أن استعراضات أو تكبيرات.
9- عندما تشكلت بعض المجموعات المقاتلة من بين هذه القوى أول من انقض عليها بعض الكتائب العقائدية الإسلامية واتهمتها بكل الموبقات والشواهد عديدة. في الغوطة وفي السلمية وإدلب ودير الزور..
10- أخيراً هذه القوى جزء من النسيج الاجتماعي الفكري والسياسي السوري ولن تغادره .. ولها الحق دون فضل أو منة من أحد في أن تقول رأيها وأن تدافع عنه بكل الوسائل. وإلا سيكون الأمر استبدال استبداد الأقلية باستبداد الأكثرية.
ماهر سليمان العيسى
عشت لأرى في هذا الزمن كيف يمكن شراء اي شيئ من دكانة الإسلام حتى ولو كان منتهي الصلاحية..
هذه القوى أولاً هي بمفردها وفقيرة أقتصادياً _ تناضل ضد الظلم الإجتماعي والإقتصادي والسياسي لا قوى عالمية فعالة تساندها مادياً خيارها الوحيد ضمن هذه الظروف الأستمرار في حشد الجماهير وتوعيتها لتحقيق مطالبها في إقامة نظام حر وديموقراطي وعادل لا مكان للفساد فيه
.أما القوى الإسلامية فقد جاءها على الفور دعم مادي كبير جداً ومشروط من قطر والسعودية وتركيا