قدمان على أرض تميل – 2

1.

حماة.
أن تترك الجرح مفتوحا، حتى تصاب بالغرغرينا.
أن لا يكون هناك مجال لتحدث نفسك بفكرة البتر
لأنه لا خيار لديك إذا تلكأت، سوى فقدان ما ظل طيبا من باقي الجسد.
أن تكون مكرها على الطواعية في فعل الأمر الذي تخاف منه
للحيلولة دون وقوع الأمر الذي تخاف منه أكثر.

……

2.

مولاي

..إن الجدران تهتز و الأرض تبتلع الماء، والغيم الداكن ينزح من فوق الرؤوس…. من رد لي كل هذه المكاتيب؟

ثمة حشود من البشر الفزعين، يمشون على رسلهم في المفازات المعتمة، يحملونك مع المتاع حيث يرتحلون، رأيتك في الجباه والعيون، و على راحات الأيدي التي أُرسلت تحت المطر.
كلما هبت الريح تنغلق الشبابيك، كلما انهار الماء تنحثّ الخطا، وتشخص الأبصار نحو المداس في التربة الزلقة، أنت تدري كيف تغوص الأقدام، وكيف سيكون المنظر بعد العاصفة.

لا شيء يرمح في المدى سوى البرق.
وحين ظننت أن أحدهم سيأتي، أشعلت النار وجلست قبالتها…
أبدو كعجوز أدرد في هذا الوهج.
كيف أبدو هكذا يا مولاي؟

……

3.

مر وقت طويل على هذه الحال.
لا يدهمك العطش
إلا حين ترى القِراب الفارغة.

…..

4.

سوف تموت الغزلان بعد أن تشرب من النهر.
ويموت النهر حين يحفرون الجداول.
وويموت الجدول قرب الشجرة.
وتموت الشجرة من ضرب الفؤوس.
ووتموت الفؤوس حين لا تجد ما تهوي عليه.

……

5.

سوف تعود قابضا على صرّة القمح.
وتلقي نظرة أخيرة على التمائم في رقاب الباقين.
كأنما فوضت لها أمرهم.
سوف تزفر نفسا حاميا.
حين ترى الوصايا محفورة على صخرة المعراج.
وتتكور على نفسك كلما تذكرت دفء الخباء المهدوم.
ستعود عبر (طبربور) راكضا
ولن تعرف أن الذهب مدفون تحت قدميك .

….

6.

في كانون الثاني
تعلم كيف يكون البرق.

وتذكر أنك تمشي في طرقات أخرى .
وخلفك
– من شجر يهتزُّ .
إلى أمديةٍ تتكسّرُ .-
يمتد العشب.

في كانون الثاني.
إذ تتحدث مع مأمون الشرع .
عن الصوفية،
والأكراد.
وكيف يكون المرء وحيدا.

تدرك أنك سوف تعود
لتمشي
– فوق العشب.
وبين الأشجار المهتزّة.-
حتى تدرك
أن مداك تكسّر فيك.

الصورة: مقطع من تشكيل لإسماعيل الرفاعي.