مقام الصحة…

• كان، وما يزال، جزء لا يستهان به من واردات جمعية (أصدقاء مرضى السرطان) وجمعية (لمسة حنان) كان يأتي من تبرعات أهل البلد. أصبحت الجمعيتان في الفترة الأخيرة تعانيان من نقصٍ في الإمكانيات وصعوبة في تأمين علاج المرضى. لا يخفى على أحد كيف يعيش الناس في ظل الغلاء الصاروخيّ، وكم يستطيع منهم أن يساهموا للجمعيات الخيرية! تزامن هذا مع تراجع دور وزارة الصحة في تأمين الدواء للمحافظة، وعدم تمكّن المرضى من السفر إلى مركز البيروني في دمشق لأخذ جرعاتهم. 
وحين سافر وفدٌ من أطباء السويداء وقابلوا معاون وزير الصحة بهذا الشأن، لم يلاقوا لدى المسؤول المرموق التجاوب الكافي. كان قد أسهب في نقاش أولويات وزارة الصحة في المرحلة (الحرجة) التي تمر بها سوريا، وارتفاع كلفة معالجة الجرحى من جنود الجيش ومن المدنيين، إلى أن ألحوا عليه من منطقٍ إنساني؛ أن هؤلاء إن لم نعالجهم فكأننا نتركهم للموت! وحينها أنهى لقاءه بهم بجوابٍ حاسم:
– كم نسبة هؤلاء المرضى قياساً بعدد السكان؟! لنعتبرهم مثلاً 1%؟…
إي خيو بلاها هالـ 1%

• في اجتماع مدير الصحة بمدير دائرة الرعاية الصحية الأولية ورؤساء المراكز في المناطق والقرى اشتكوا إليه عدم توفر أدوية الأطفال والحوامل وأدوية الأمراض المزمنة (كالسكري والضغط والأمراض المعدية (كالطفيليات والتيفوئيد والحمى المالطية والسل) وأدوية العجزة والمعاقين. (هذه الأدوية التي كانت وزارة الصحة تؤمّنها دوما لهؤلاء المرضى) وكان جوابه أيضاً حازماً:
– ليست مهمتنا في ظل هذه الهجمة على سوريا أن نوزّع الدواء لمرضى السكري والسل والضغط. أولى بنا أن نعالج جنودنا…

• في اجتماع نقيب الأطباء في سوريا بأطباء السويداء في مؤتمرهم النقابي السنوي، أكّد النقيب على أن أطباء سوريا كلها يلتمسون من السيد الرئيس أن يرشّح نفسه من جديد في الانتخابات الرئاسية المقبلة واستمع كذلك إلى مداخلات الأطباء ومقترحاتهم. أحد الأطباء طلب من النقابة أن تهتمّ ما تستطيع بأمر تسليح الأطباء لأنهم مستهدفون قبل الجميع من المسلحين، وأورد مثالاً أنّ الأطباء العاملين في مشفى (ساله) يسافرون إليه بسياراتهم الخاصة ويمرون في طريق ظهر الجبل بمناطق غير مأهولة وقد يهاجمهم فيها المسلحون المتخفّون في المكان… أصغى النقيب إلى شكواه بتعاطف. وطمأنه أن النقابة في السابق كانت لا تدفع التعويض النقابيّ لأي طبيبٍ في حال وفاته إلا بعد مضيّ 10 سنواتٍ على انتسابه للنقابة. أما الآن فإن ورثته يستلمون تعويضه كاملا حتى ولو لم يمضِ على انتسابه للنقابة أكثر من شهر…

الصورة بتصرف عن: Edel Rodriguez