الصفحة الرئيسية / تجريب / أدونيس أبوظبي أودنيس
ادونيس، Ali Ahmad Said Esber، علي أحمد سعيد إسبر
ادونيس، Ali Ahmad Said Esber، علي أحمد سعيد إسبر

أدونيس أبوظبي أودنيس

سامر المصفي

 

تزامناً مع الذكرى الثالثة للثورة تستضيف إذاعة مونت كارلو الشاعر والدكتور -كما تصر المذيعة- أدونيس
وحيث رافقني هذا اللقاء طريق سفري من دبي الى ابو ظبي كلعنة كما اتضح لاحقاً (حتى الله بدا ساخطاً وقتها اذ سلط علينا عاصفة مطرية ادت لاقتلاع بعض الاشجار على جانبي الطريق)

– المذيعة تبدأ بسؤال الضفادع الممجوج إياه :
“ما هو رأي الشاعر والدكتور ادونيس بما يحصل في سوريا؟ هل هو ثورة؟”
لكأنما البلاد والعباد تقف على قدمٍ واحدة بانتطار أن يقرر الدكتور ماهو هذا!
أما الجواب الذي لم يكن مخيباً كما قد يُظن فكان أنها ليست ثورة بالطبع وإنما احتجاجات تحولت لعنف مسلح ثم دمرت البلاد. ونقطة على السطر هكذا.
اما المذنب فهو الدين والمجتمع المتخلف والناس الذين لم يستطيعوا فصل الدين عن الدولة، ولم يقدروا على قطع مجتمعاتهم من إرثها الديني المتخلف واشياء أُخرى أيضاً عن المرأة المقهورة والمستلبة .. الخ
كانت جميعها السبب في كل ما حدث ويحدث من عنف وقتل ودمار.

– أحدٌ ما ( يلكش) المذيعة من الكونترول ويهمس: “اسأليه عن النظام عيب نحن إذاعة محايدة” فتستدرك، ليجيب هو: نعم طبعاً الدكتاتوريات العربية أيضاً مسؤولة (الدكتاتوريات العربية وليس أحد بعينه)، ثم يتابع تشريح الجثة المجتمعية المتخلفة و المهترئة التي تفكر بعقلية عمرها ١٤٠٠ سنة
ثم يدخل على البرنامج ما تصفه المذيعة بـ (شهادات صوتية مسجلة بأدونيس) – مع التذكير ان المناسبة هي ذكرى الثورة وليس عيد ميلاد أدونيس كما أظن – وتبدأ الشهود بإكالة المديح وضرب الصنوج لليبرالية الفذة والعقل النقدي التشريحي من حسن عبد العظيم والهيثم المناع والاب عطالله حنا على التوالي، ليضرب الدكتور الشاعر الصنج بالصنج ويرد المديح بأحسن منه دون ان ينسى الوقوف احتراماً للاب حنا وتقدير فكره (يبدو ان مشكلته مع الاسلام اذاً وليس مع الدين) بعد ذلك تأخذ المذيعة اسئلة من الفيسبوك مرسلة للشاعر ويبدو جلياً انها جميعها من صاحبنا الذي كانت اخته تعود في الثالثة فجراً، كيف دمروا البلد! كيف تسمى ثورة ؟!! هل ستعلمنا السعودية الديمقراطية الان ؟. يجيب الدكتور بكامل الجدية (لااااا لايمكن طبعاً)

تنتقل بعدها المذيعة -وتظن انت انه سيطلب اغنية بعد هذا العرس الوطني- لتسأله هل انت مع اسقاط النظام؟ (واضح انهم لكشوها مجدداً) يقول: لا، انا مع اعادة بلورة التجربة الديمقراطية ! (لن اعقب .. تكفي هذه الجملة المريخية: اعادة بلورة – على مهلكن- التجربة الديمقراطية)
ثم يتساءل: اين هو جمهور الثورة الذي يتحدث عنه أهل الثورة؟! فهم قد تركوا مدنهم ولم يبقَ سوى المسلحين! (قد يفهم من ذلك ولست اكيداً انه يتفق مع قصف المناطق المعارضة طالما لا يوجد فيها غير المسلحين)
اما لماذا رحلوا فمن الواضح ان الورقة في يد المذيعة لا تحوي كلمات مثل (براميل، سكود، اعتقال عشوائي، اغتصاب، مجازر طائفية، قتل تحت التعذيب.. الى اخره الى اخره) صورة أقرب ما تكون لمكاتب شريف شحادة للسياحة والسفر
ببساطة تركوا مدنهم ورحلوا.

لكنه أسهب طبعاً في تعداد الجنسيات السبعين التي تقاتل في سوريا وولاية الرقة والجزية والـ ١٤٠٠ سنة تخلف وطبعاً دون كلمة واحدة عن حزب الله أو الميليشيات العراقية والايرانية (لا داعي للاحراج فهو ليس رغدة حتى يفاجأ بالاسئلة)
أما بشار الاسد – فللأمانة – ذُكر مرة واحدة عندما عرجت المذيعة على الرسالة التاريخية التي وجهها له بالعام ٢٠١١ والتي انتقد فيها حزب البعث بـ(شدة)

ثم لتختم اللقاء بسؤال الضفادع ذاته (وما الحل برأيكم دكتور ادونيس؟)
لا اعرف يقول (ومن أين له ان يعرف؟. الرجل يريد اعادة بلورة التجربة الديمقراطية والسعودية تأبى وتتمنع لماذا هذا الإحراج يا ايتها الضفدعة )

عن سامر المصفي

سامر المصفي
مدوّن سوري - كتّاب دحنون

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.