(للبيت ربٌ يحميهِ )
هكذا كنّا
نجمّل خرائبَ المدينة في المخيلة
ونصمت
كما يليقُ بالمشيّعين
ننتظرُ الجنازةَ المؤجّلة .
هذيْ الليلة
سيخرج قمرٌ في إثرِكم
ولن يعود
وينفرطُ رمّانُ القلب
على الحجارِ السّود
هذي الليلة
سيتفقّد الشهداءُ جراحَهم
كأنّهم يموتونَ لمرةٍ أولى
أو من جديدْ
ويسهرون وحيدين ، وحيدين
إلّا من صدى النّشيد .
لا تنظروا وراءَكم
ثمَّة مدينةٌ وحريق
لا تنظرُوا أمامَكم
ظلالكم أطولَ من الطّريق .
في نشراتِ الأخبار
كانت قاماتكم أكثرَ علواً
ولحاكم الشَّعثة أكثرَ فتنةً
وكانت أكثرَ قداسةً, بحّة صوتِ المغنّي
يرتّل سورةَ الحصار .
سيخبرونكم كذباً
كما فعل أسلافٌ لنا :
(تعودون بعد يومين ، أو أكثرَ قليلاً )
فاملؤوا أكفّكم من حنّاءِ الأرض
سيهرم حمامٌ في الأفق
ويُنْبِت الطريقُ نخيلاً
كلُّ هجراتنا واحدةْ
تولد في المؤقت
وتنمو في الشّعارات
وتَعمرُ طويلاً طويلاً .
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.