6 –
يهمس أحد الركاب لجاره: ابني يخدم في مرمريتا.. أمس هجم العساكر على شباب في مرمريتا يجلسون في المقهى، يؤركلون. ضربوهم وأدموهم. (يا عرصات: نحنا عم نموت منشانكون وانتو عم تأركلوا هون؟!)
يجيب الجار: ألم تسمع بما حدث في عريقة حين عادت السيارات من حملة المؤازرة في درعا إلى عريقة، عادت محملة بغنائم الحرب. أوقفها الشباب في الساحة ورقصوا حولها وعقدوا الجوفيات وبدأ الشجار بين المؤيدين والمعارضين من أبناء البلدة… الله يجيرنا من آخرة هذه المؤامرة
يرد الأول: يا أخي المؤامرة فشلت من أول 6 شهور. الباقي كلو تنظيف أنا سمعت ريبورتاج على قناة الميادين عن استسلام الارهابيين بحمص وخروجهم بأسلحتهم الفردية. اللي راح يسلم حالو للجهات المختصة راح يتسوّى وضعه. خلصِت يا أخي خلصت…
7 –
هذا العسكريّ على الحاجز التالي ناعس الجفون. يتثاءب وهو يصعد إلى السيارة: الهويات شباب عالوش بالأول بعدين منقلبها. يحدّق بالهويات ولا يلمسها، يداه تتسليان بكرّ حبات مسبحته الطويلة…
8 –
هل سمعتم بخبر الموظفين المطرودين من وظائفهم؟ قال شي معلمين شي مهندسين، ودكاترة حتى… كيف صبرت الحكومة على هؤلاء الفاسدين والمستهترين حتى اليوم؟! أنا أعرف منهم تلك الآنسة الشـ….. تصور كانت ترفض أن تخرج الى الاجتماع الصباحي لأداء تحية العلم مع طلابها!
9 –
على الحاجز وسط دمشق تتوقف سيارة تقودها امرأة محجّبة. على سيارتها شارة نقابة الأطباء:
ـ خير يا خانوم. شو جايبك عالخط العسكري؟
ـ يرضى عليك يا أخي أنا طبيبة نسائية، والله عندي قيصرية والمريضة راح تموت من وجعها
ـ لو إلي خلق كنت هلق كنت رشيتييييك بهالرشييييش. ارجعي عن الخط العسكري وصفي بالدور هونيك مثل هالخلق…
ـ يا أخي….
ـ عما قللك ارجعي ولي…
10 –
شو مفكرينني راح ظل انطر عالحواجز. أنا جبت مهمة لجان شعبية عن طريق الحزب، والبطل اللي راح يوقفني بعد اليوم. تقول الموظفة رئيسة القسم لرفيقتها.
11 –
المستخدمة في المشفى: عم تشتكوا من أزمة البنزين والكهربا؟! أي عنا بالمشفى كثر خير الله انو بعد في عنا شاش! ما نحنا بحالة حرب، شو: سهلة الحرب يعني؟!
12 –
المرأة الملثمة: أنا مبارح لما شفت السيد الرئيس نمّل بدني من هالحكي الهيّب. كان يقول للنسوان: انتو ما في أعظم منكن. الوحدة فيكن عندها ولد وحيد وعم تقدّمو للوطن. أما الإرهابيين فالوحدة فيهن عندها شي عشر ولاد وقدمت منهن واحد أو اثنين… يعني عادي.. أما انتو ما في أعظم منكن… أنا فخور فيكن وبحبكن للوطن. فيكن أنا بصمد وبستمر…
13 –
لجان شعبية ـ تشكيلة واسعة…
– أخي شوف: الواحد منا قبل ما يزتّ حالو بين إيديهن لازم يعرف شو هي المهمة اللي رايح عليها. يعني ما يغرك راتب 30 ألف ليرة لأنو في وراها موت… بعمرك ما تقبل أبدا تشارك بمداهمة للإرهابيين إلا إذا كنتو بالآلاف. وقتها بتعرف إنو مهمة مضمونة وممكن ترجع منها على بيتك وما تستشهد! الشباب اللي أخذوهم على جوبر أدخلوهم بس 250 عنصر… رجع منهم كم واحد بس وكانوا ميتين من الرعب وقالوا سلامتنا من الله وبس…قال لي رفيقي اللي بعدو لليوم مهستر إنهم استخدموهم طُعم بس ليعرفوا من وين عم ييجي رصاص المسلحين. قالولهم اهجموا واضربوا كل حدا بيطلع قدامكم. ولما بلشوا يضربوا وصاروا المسلحين يردوا عليهم، وقتها بلش الجيش يوجّه قذائف الهاون علينا وعلى المسلحين سوى…
– وكمان بمعارك كسب أخذوا الشباب من السويداء ب 4 سيارات. ( هذول راتب 30 ألف + الغنائم). نزّلوهم من الباص وأول ما بلّشوا ينتشروا، وقبل ما ياخذوا مواقعهم، استشهد ثلاثة منهم برصاص القناصة. بعد 3 ـ4 ساعات جمعتهم السيارات ورجعتهم على بيوتهم بالسويداء…واعتذروا منهم لأن الاتفاق كان إنو يخدموا فقط داخل حدود محافظتهم.
– أنا وقت اللي أخذوني لمعركة الغوطة تفاجأت إنو رايحين لنحمي فرع المخابرات الجوية هونيك. لطف من الله إنو ما أخذوا هويتي المدنية وضربولي فيش. كنت رحت فيها وما حدا سمّى عليي. لأني مطلوب من زمان لهذا الفرع بالذات، ولحد هلق ما حدا قدر يكمشني…
– أخي أحسن شي الواحد يشكّل مجموعة لوحدو. بتروح لعند أي فرع مخابرات انت بترتاحلو أكثر من غيرو وبتخبرهن: أخي أنا راح اشتغل لحسابكم وانتو ما عليكن غير إنو تطلقوا إيدي. أنا تحت إيدي 20 ـ 30 زلمي ما بيقطعوا خيط إلا بأمري، وسلاحهم عليي، والغنائم إلنا وإلكن بالنّص…هيك عم يعملوا جماعة الحزب، وجماعة وئام وهاب وجماعة نزيه جربوع، وجماعة الفرع الفلاني، والفلاني…
– أخي من الآخر: السيد الرئيس راح يفوز غصب عن العالم كلو… هذا البلد إلنا بس وللي معنا واللي مو عاجبو خليه يحمل بابه ويرحل…
الجزء السابق: الآن أيها السوري – ١
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.