(إلى روح ليلى عبد المجيد)
أيتها الغريبة … اقتربي قليلا من وجهي ..
تأملي خريطة النمش والشقوق اليابسة أسفل العينين
تلمسي يباسي جيدا في غيابك!
حاولي ألا تجرحي أصابعك من أثر السؤال .. وألا تذكريني بالحرب.
تعالي .. أيتها الغريبة،
لن تفزعك ندبة الدم في بياض عيني اليسرى،
لا تقولي خذ بياض عيني ..
لن أصدقك حينها لأن امرأة عابرة قالتها لي عند إشارة مرور وصدقتها.
لا تهتمي كثيرا بتلك الذاكرة
هي مصدر ألم ليس إلا.
ستغريك عيني بسؤال خارج هذا النص!
سأجيبك فورا: كان الهواء أضيق من ساقيك العاريتين
لذا تعالي أقترح على عينيك العشبيتين كحلا يناسب رائحتك وشغفي
أو فنجاني قهوة لغريبين على رمل هذا البحر،
وأن نمارس شيئا من الأمنيات تليق بأنفاسك الساخنة.
قولي أيتها الغريبة: أي أمنية المهم أن تنسينا الحرب قليلا ..
وأن تعيد الحنين إلى التراب أو إلى الماء لا فرق؟!
المهم أن ترتبي الدرب إلينا دون حواجز،
ودون هوية،
وأن أعود إليك بحنجرة سليمة.
ربما أحبك يوما!
من يدري ماذا سيحمل الدرب لنا؟!
فأنا أحتاج إلى الصوت كي أمسك قلبك.
هذه ليست شروطا للأمنية أيتها الغريبة، هذه هواجس حرب،
والحرب سوء ظن وأشياء مفقودة.
هي مصدر ألم ليس إلا…
قولي أي شيء أيتها الغريبة؟!
عن أثر حنجرتي المذبوحة في جعبة غامضة،
وكيف استدرجتني الجهات إلى كمين الذبح ..
مدي يديك أيتها الغريبة ..
امسحي عن جثتي رائحة الموت،
وامنحيني قليلا من رائحتك الآدمية،
وأسأليني:
لمن كل هذا القرنفل الذابل بيديك؟!
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.