1-
نساء حافيات
يمشين على الرمل والحصى
نحو البحيرة.
يتقدّمن بالمباريم
والدلاء
ليغلسن الثياب
من الدماء والطمى.
كان الوحل بنّياً على الأردية البيضاء
والدم المتخثر كذلك.
عين الناظر تراهما شيئاً واحداً.
لكن النساء
الحافيات
يعرفن الفرق بينهما
حين يسيلان
مع ماء البحيرة
تحت مباريم الذهب العتيق.
2-
رجالكِ ذهبوا بالدروع
إلى سفوح الجبال
تأتيهم النيران من قضاء الحيرة
لاهبةً على رؤوس السهام
..
رجالك ذهبوا بالقلانس والمدكّات
تحت الشمس الحمراء
في ساعة العصر
وسقطوا في الجداول والحقول
…
كانوا يعرفون
كيف تتساقط القرى
خلف حصون الحجر والمعدن
من اليمامة إلى أغادير.
كيف تتنصب المدائن
على ركام مدائن أخرى
من اصطخر إلى شيراز.
…
رجالك ذهبوا إلى سفوح الجبال
في ساعة العصر
تركوا المعاول والفوانيس.
ولا أحد يعرف
ما الذي حملوه
إلى المعركة.
3-
جلستُ قبالة النار حتى تخرم ثوبي من طيش الجمر.
الدراويش ناموا على السعف المركوم في هدأة الوادي.
وأنت تمشين إلى البحيرة خلف المهاري
بالقناديل..
يتردد الحداءُ الخفيض بين الجبال
تشخص الضواري بأبصارها على الآكام الوطيئة
يتكسّر البدر على ماء البحيرة
وأنا أتقرى وجهك في شرقطة النار
..
حين تنطفئ نار القناديل
ستكتفي المهاري بضوء القمر حتى تجوز المفازة.
حين تنطفئ النار قبالتي
سأبحث عن وجهك بين صخور الشراة
وسيتمزق ثوبي على أسنّتها.
4-
في المدرج
عند البوابة
أو قرب الصرح الأبيض
حيث الماء البارد كان يسيل على الرّاحات
لكي ينزل في الجوف.
وحيث المدرجُ
-مثل الظل الساقط من أشجار المدرج-
ينعطفُ يميناً.
كنت أرى الشمس النازلة
على الشتلات أمامي.
وكانت تلمع
تحت الشمس
وبين الشتلة والأخرى
خيطان العنكب
مثل حبال النار.
كانت عليا ستقول إذا رأت المشهد:
لو كان بَنيَّ عناكب
كنتُ عرفت لهم أثراً.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.