التّلفاز، يشاهد مُسلسلات يوميّة أيضاً، نحن أبطالها.
—
كلّ منّا في وعيه بطل، والآخرين مجرّد كومبارس لنكمل فيلمنا الخاص، لا نحفظ وجوههم، ولا قصصهم، هُم مُجرّد وهم، قد يعلق إحد المشاهد معهم في مكان ما من الذّاكرة، مع الوقت ننساها، كأنّها لم تكُن
—
يوجَد أبطال من نوعٍ آخر، أقلّة، يختارون أشخاصاً آخرين ليشاركوهم في دور البطولة، وعندما يفقدون قدرتهم على التّمثيل، يُعيدون مشاهدة كل اللّقطات القديمة، كل ليلة، قبل النّوم، على شاشة وهميّة معلقة على سقف غُرفهم
—
البَعض، ضيوف شرَف، كما كُنتِ في حياتي مرّةً
—
إنّي أُشفق عليكم كثيراً أيّها الباقون على قيد الحياة، هذا ما قاله لي صديقي قبل أن يقفز من الشّرفة، وقتَها كان يمثّل مشهده الأخير
—
الأموات، أفلام صامِتة، للعبرة فقَط
—
قَد تظهر وشّة خفيفة، أو شاشة سوداء كُتب بداخل مُستطيل في وسطها”لا توجد قناة” أو”لا توجد إشارة”، عندها، يكون البطَل أُصيب برصاصة قنّاص مفاجِئة في رأسه، أو سقط عليه برميل متفجّر، مفاجئ أيضاً
—
الوحيدون، يشبهون لقطة بعدسة احترافيّة لمنزل كلّ ما حوله حُطام، أصبح عُرضة للغبار و العناكب
—
منّا مَن يكون حديث الآخرين، أو أحدهم، بطل مميّز، الجَميع، أو أحدهم، يحزن عند انتهاء الحلقة المعروضة، ينتظر عرض الحلقة التي بعدها بفارغ الصّبر، بعد فترة من الزّمن، تصبح مملّة كنشرة أخبار لا أحد يتابعها، كما أنا بالنّسبة لكِ
—
الجَميلون، هم أولئك الموجودون دوماً، خلف السّتارة، يساعدون الأبطال، يدعمونهم، يُحضّرونهم ليظهروا بدورٍٍ جميل، حزينون في معظم الأوقات، يعلمون أنّهم لن يُصبحوا أبطالا يوماً، مجهولون، لا يعرفهم أحد سوى الأبطال، هذا غير مهم أيضاً، لأنّهم سينسونهم في أدوارٍ لاحقة
—
العجائِز، يقدّمون لنا مشاهد بالأبيض و الأسود، نادرة جدّاً
—
بارعون، الكوميديا، الدّراما، الرومانسيّة، العلاقات السريّة، الاغتصاب، الأفلام الإباحية، الأفلام الوثائقيّة، الحروب، المجازر، و أشياء أُخرى، نحن بارعون جِدّاً في تمثيلها
—
أَملك تسعةً وتسعين قناة، أنت هي المئة، لا أستطيع أن ألتقِط إشارتها
—
أنا يا حبيبتي لَست بطلاً، ولا أيّ شيءٍ ممّا سبق، أشعر كأنّي مِثل إبرة”دِش”، موضوعة على أسطوح، منسيّة، وحيدة تقضي فصول السّنة الأربعة، عبَثاً تُحاول أن تلتقط قمَرها، لتبثّ أيّ مشهد
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.