لانريدُ من الحياةِ سوى البقاءِ على قيدها
تكفينا قهوةٌ لا توجعُ الفَمْ
بإيحاء الدَمْ
لنحتمل الحياة
موتوا مساءً..
لو أمكن..
اقتلوا ..مساءْ..
لا توقظوا الضمير عارياً..
لأننا أحياء صباحاً نكون ..أمهلونا للمساء
فبحلوله نكون شبه متساويين مع الموتى
وربما موتى..نكون
لانريدُ من الحياة سوى أن لانموت باكراً
أن نعيش للخمسين
للأربعين لو شاءت
مثلنا يجيد أكثر ما يجيد أن يساوم
ونعرف أن التاسعة والثلاثين وستة أشهر .. صفقةٌ رابحةَ..
لا أريدُ من الرَّجُل
سوى دعوةٍ لِفنجانِ قهوةَ..
أن يُحدثني بلباقة (بغض النظر عن طبقته الاجتماعية)
ولا يتفقد قوام الحاضرات
دون أن يتوقع مني مشاركته السّرير
وأن يحلم أقصى ما يحلم .. بقبلةَ
ويعود للبيت وهو يشم رائحتي الخفيفةَ في يده..
لانريدُ من الحياةِ سوى أن لا تجعلنا أبطالاً
لانريد ال خمس عشر دقيقة of fame
قتلى
فلتدعنا هكذا.. ثانويين…
أحياء..
تحت ضوء الشَّمس
هامسين بجفون برتقالية مُغمضةَ : (آه..شمس )
لا نريد من الريح سوى أن تكسرنا
لو شاءت
لابأس
شرط أن لاتقتلعنا
أو ترغمنا على الانحناء
نريد أن تُرفَع عنا تهمةُ الحلمِ الثقيلةَ
نحن لانَحلم
نحن نشتهي فحسب.
———
* حسام ملحم، شاعر سوري شاب. أحد مؤسسي تجمع شمس وهو تجمع أدبي، ثقافي، سياسي في دمشق.