اعترافات لائقة وغير لائقة – ٣

هديل ممدوح
خاص بدحنون

 

أريدُ أن أكاتِبهم جميعاً، هؤلاء المحشورونَ عنوةً في هذا الشريطِ الأزرق، تختصرُهم وتثمّنهم عبارةٌ تدحشُ معظمَ أسمائهم في أنفي، ليكونوا قائمة الأصدقاء!

سأعترفُ لهم، وبكلّ فجاجةٍ ونرجسية، ورغبةٍ لا تخلو من ساديّةٍ لذيذة، أنّي أودّ أن أكمّ أفواهَ معظمهم، ليتوقّفوا عن النّدبِ واللطمِ والرّدح، والنواح، ولأرتاحَ قليلاً من فتاويهِم، وتبريراتهِم، ومواقفهِم فجّة الوضوح، واللاتضاهى بنبلها، لأرتاحَ من شجاعتهِم، وسخطِهم، وبخلِ بعضِهم الأخلاقيّ!

سأكمُّ أفواهَ معظمِهم، وأخلدُ إلى حدسي، سأستمعُ إلى هسهساتك، وصهيلِ أنفاسك، واجني ما تيسّر من الوقت، لأعدّ سنابِلك، ثمّ أغفو قليلاً فوق بيادري.

أريدُ أن أضعَ كاتماً للصوت، على أفواهِ القادة العسكريّين، بأوسمةٍ لا تحصى، والقادة الّذينَ يخرجون على الشاشاتِ بقمصانِهم الدّاخليّة بسبب ظروف الحرب، ثمّ أذهبُ إلى دارِ الشهيد، لأشيّعَ صورتَه ببروازٍ أنيقٍ يلفّهُ شريطٌ أسود!

سأحذفُ جميعَ القنواتِ المعنيّة بشؤون الثورات، والبورصات، تلكَ الّتي يديرها (People with no soul)

ويجني ثِمار إعلاناتها الدوتشي غابانا، والمرسيدس والفندي والتشانيل، ونحنُ نحظى بشريطٍ أحمر، يمرّرُ أسماء موتانا وشهدائنا وحالاتِ الشقاقِ والانشقاق، وأسماءَ سياسيّين جدد لم تجدهُم الويكيبيديا!

سأحذفهم، وأستمعُ إلى القرصِ الذي ما فتئَ يغنّي” يمّا مويل الهوى”

سأجمعُ عيناتٍ من زمر دمكُم، يا أصدقائي المفترضين والمفروضين، وأتبرّعُ بها، للقليلِ من الجرحى هناك، ليتسنّى لكم أن تدخلوا محافلَ التاريخ، والأساطير.

سأتوقف عن تدويرِ محرّك البحث، عن التقارير الأممية، والشهادات الموثّقة، وخرائط غوغل إيرث لوطني المشوّه، وسأسألهُ فقط أن يأتي لي بخريطةٍ جينيّةٍ دامغة، لا تقبلُ الشك، لأعرف من أيّ رحمٍ آسنٍ ولدَ هذا المعطوب الّذي صار رئيساً للبلاد!

سأكتبُ لكم جميعاً، وأطلب منكم أن تخرسوا دقيقةَ صمتٍ واحدة، على أرواحنا.

سأفتحُ قائمةَ التشات، لأباشر مهمّتي، فأجدَ أخضرك الجليل مضيئاً كمنارة، وحيداً كبيتٍ بجدرانٍ صاغ في مدينةٍ منكوبة، وأكتبُ لك اشتقتلك، ثمّ أمضي فقد حان موعد موجز الأخبار، وقراءة الفاتحة.

 

 

عن هديل ممدوح

هديل ممدوح
مدوِّنة ومترجمة إلى اللغة الإنكليزية

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.