الصفحة الرئيسية / نصوص / شعر / شهيد يدلي بروحه على شاشة مغرضة – إسماعيل الرفاعي

شهيد يدلي بروحه على شاشة مغرضة – إسماعيل الرفاعي

شهيد يدلي بروحه

على شاشة مغرضة
شاهد عيان
يدلي بأسطورة الخلق
للسادة المشاهدين..
طفلة أطفأ كاتم الصوت
شمعتها السابعة
فأوقدت لها الأرض
قناديل السماء.
حارة من حواري الجنوب
ترفع راية آزادي،
ينحني كرد الشمال لها
يحط الحمام الزاجل باسمها..
على جسر الشغور،
تمشّط الحوامات درب الهديل
ينام القاتل في سرير القتيل
ويهرع إلى بلد الجوار العبادُ..
يتّسع شريط الخيام على الحدود،
تضيق الأرض بساكنيها،
وترتعد السماء في قلب طفل 
يكدّ في وحشة العراء.
امرأة عصية على البكاء..
تضمّ بساتين فقيدها
إلى خريف العمر..
كان يتهجّى أحلامه،
وكانت تتهجى
سنواته العشرين،
ترك لها دفتر مذكراته
على صفحة الميلاد..
وحفنة من ورق الغار
تحت وسادته
وغصنا من الزيتون.
وكانت حمص
تستحم بالعاصي،
والفرات يغازل بادية الشام
بفحولة الصفصاف..
وكانت حلب على حالها،
والميادين على حلباتها،
تكبر للقادمين من الأرياف.
وكانت الدبابات
تحمل الجند البواسل
من بلد إلى بلد،
كي يبرّوا بالقسم الذي أقسموه،
ويعيدوا الولد الضال
إلى حظيرة العائلة،
وتعاليم القائد الفصيح
وكانت كتائب الأخ الشقيق
توزّع الموت بالتساوي..
هنا.. حافلة تقلّ الأطفال
إلى روضة الحمائم،
وهناك تظاهرة في أزقة حرستا
لم تتعلّم الدّرس،
هنا طفل يشبه حمزة،
وطفلة تستفزّ القناصة
بشارة النصر القريب..
وهناك نافذة لا تنام
لعاشق لا ينام..
قرنفلة على الرابية..
ريحانة لا تكف عن الشغب
تعبث بالنسيم الآمن.
وهنا.. وهناك
كانت مدينة تسأل عن حصتها من الشهداء..
فتورق شقائق النعمان
في أرضها
كي تورق في دروب البلاد.. البلاد.

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.