بنفسجي ١٥

منذ عشرين سنة… – ربما اقل – وامام منزلي في قريتي النائمة في الجنوب

جلست اراقب بضعة صبيان يمرحون .. يركبون عصيّاً على انها احصنة.. ويدورون في مساحة دائرية مقلدين مشهداً ما من احد المسلسلات…. وصارخين بكل فتوتهم: هيّااااا …هيّاااااا

كنت لا ازال ذلك المراهق المولع بلحية ماركس…ومجازات بابلو نيرودا الشعرية

حين لمعت فجأة في راسي الخبيث فكرة :كلما اقترب مني صبي امسك لجامه واسأله بشكل مباغت:

ما لون الشيطان؟

– يتأتئ الصبي الاول… يفكر… يقول: لا لون له..
اتركه وامسك الثاني
ما لون الشيطان؟
– ينظر الى الاعلى .. يغمغم….- ليش الو لون ؟ يجيبني بسؤال غبي ..
هكذا حتى الاخير ذو العينين اللامعتين … والابتسامة الثعلبية
امسكته من ياقته وصرخت به تقريباً
ما لون الشيطان؟
رد دون اي تفكير او تردد وبشكل قاطع
– بنفسجي
قلت، قديش؟
– 15
رد علي حازماً…. واسرج عصاه… صارخاً…. هيّااااا….هيّاااا
صرخت بدوري
هياااااااااااااا ستصبح شاعراً كبيراً يوماً ما ايها الفارس الصغير
.
.
……………………………………………………………………………
للأمانة لم اعلم ان كان قد اصبح شاعراً ام لا…وللأمانة نسيته طوال عشرين عاماً مليئة
ولكن تذكرته منذ ثلاثة ايام عندما علمت انه قد اعتقل…
.
.
سامر المصفي

عن سامر المصفي

سامر المصفي
مدوّن سوري - كتّاب دحنون