اسماعيل الرفاعي |
البارحة.. قرأت علي ابنتي أشعار ناظم حكمت.
كانت عيناها تلتمعان بوميض الشعر،
وكان النسيم ندياً على غير عادته..
كأنما حملتنا وردة حكمت إلى تخوم درعا..
كأنما هبطت بنا عند موجة الجموع الهادرة
على ضفاف اللاذقية الزرقاء..
وكان الفرات نائماً على غير عادته،
ليس إلاّ ناي القصب يئن في فم الريح ..
وشجر الغَرَب كان على غير عادته بلا رفيف،
لولا ما تضمره الريح في هبوب قريب.
وكان ياسمين دمشق على غير عادته
يفوح عطره من وردة أخرى
ويتفتح على امتداد بلادي كلها..
والبارحة فسّر القناصة تعاليم الطغاة على طريقتهم..
واستجاب الطغاة لمطالب الشعوب على طريقتهم..
وسقط الشهداء في دروب الحرية على طريقتهم.
والبارحة كانت أناشيد ناظم حكمت وفواز قادري وأحمد فؤاد نجم،
وكانت أغاني سميح شقير
والشيخ إمام ومارسيل خليفة،
وكان مرارات إسلام أبو اشكير
ورادارات زياد عبد الله
وتعقيبات ربيع رعد..
والبارحة كانت مليونيات ساحة التحرير،
حرائق تونس،
بنادق بنغازي،
صدور اليمنيين العارية
وخناجرهم المسالمة..
البارحة كان هذا كلّه محتشداً في ساحاتك يابلادي.