طوت طوت طوت

.

.

.

.

فادي عزام

.

كم أحب قائد المترو أوسائق القطار لا أحد يهتم باسمه لا يدخن الحشيش أثناء العمل، لا يصلي أثناء العمل لا يشرب الكحول أثناء العمل ..
وحين تنتهي نوبته، يذهب حيث شاء.
ولا كأنه قاد قبل قليل قطارا عظيما بأربع عشرة قاطرة.

.
أحبَّ سائق القطار لأنه ينظر باستقامة لا يلتفت إلى جانبي الطريق، مهمته أن يصل المحطة تلو الأخرى، يفتح الأبواب للجميع ليصعدوا أو ينزلوا ويوقف القطار إذا رأى أن السكة اختفت فجأة من أمامه.
.
سائق قطار سوريا “الطاحش” غير عابئ بالعربات التي انفرطت والمفاصل التي تخعلّت والركاب تساقطوا على جنبات السكة.
يقهقه ضاحكا يتابع لعبته الأثيرة بإطلاقه الصفير..” طوت طوت طوت”
عماله حين نفذ الفحم وتوقفت الكهرباء صاروا يلقمون جثث من يجدونه أمامهم في الممرات أو على السطح يخلعون كل شيء ويحولنه إلى وقود لقطار خرج عن السكة وتاه في الوعور.
يحشرونهم في ” بيت النار ” وهم يصرخون ” طوت طوت. طوت ”
ويتابع سائق قطارنا رحلته العمياء
حاشد فضاء المكان بالدخان وكابسا المحرك على الصاج وماشيا بلا سكة
ولا محطة تلوح بالأفق مصرا على المضي قدما إلى حفرة سكراب القطارات.

.
أقل ما يقال عادة في مثل هذه الحالات عن مثل هكذا سائقين
” خراي ع لي عطاك هالشهادة “

………………………….
عرص..

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.