الصفحة الرئيسية / تجريب / لا تبكِ، يا حبيبَ العمرْ!!
موسوليني معلقاً من كرعوبه في ساحة PIAZZALE LORETO

لا تبكِ، يا حبيبَ العمرْ!!

جمال منصور

 

 

لا تبكِ، يا حبيبَ العمرْ!!

هادا إسم فيلم مصري، من تبعات السح والنح.
شو مناسبتو، هلق؟؟
ممممممم.
مناسبتو
هو السح والنح، والمنَاحة يللي انفتحت ع الثورة، وأخلاقيات الثورة، وتصرفات الثورة، وبطيخ المبسمِر تبع الثورة
من بعد فيديو إعدام شبيحة آل البري، بحلب
ع إيدين الجيش الحر.
يعني، بدكون تقولوا—شي عاطي ع فيلم مصري،
من شيات السح والنح.
.
..
خيو، لنوضح شغلة:
بسوريا الجديدة، كل حدا قابل للانتقاد.
ما عاد فيه أبقار مقدسة، أو ناس فوق النقد
أو تصرفات بتمرق هيك، شلون ما كان.
والجيش الحر، أولى الناس بالانتقاد، برأيي
مشان بكرا، بس تنتهي القصص، ما يتصور حالو داشر شلون ما بدو
ويعمل ما بدالو، ويفكر إنو كان كل هم الناس تستبدل استبداد عسكريتاري علوي، باستبداد عسكريتاري سني
لأ، وشو؟؟
ومتشدد، كمان!!يا عيني، يا عيني!!
إذاً، النقد والانتقاد مو بس مسموح، بل ومحبذ، ومطلوب.
بس النق، والسق
والبكبكة
والأحكام يللي ما أنزل الله بها من سلطان
من نمط “لا يمثلني”، ولا “هاي مو أخلاق الثورة”، ولا شي من هالكوانة
مع إنو ما فينا نمنعو، بس ما فينا نمرقو، هيك، بدون توقف.
.
..
فيه خوف ع الثورة.
أكيد، فيه.
فيه خوف عليها من التآمر الخارجي، من بطش النظام، من لعبو بالطائفية، من تدميرو للبنية التحتية للبلد، لمليار شغلة
كلهون بيخوفوا.
وفيه خوف عليها، للثورة، منها
من طيش، أو تصرف أرعن، أو انحراف، أو انجراف
لهون أو هون.
وهادا كمان صحيح، وصحي.
بس فيه نمط من الخوف، عاطي على نفَس أبوي
تسلطي
وفيه ريحة، ديرولي بالكون: ريحة استعلاء
ع يللي حاملين سلاح—كونهون بدقون، ومعظمهون فقرا
وما بيتعاطوا فيسبوك
وما بيقعدوا بقهاوي
أو بيحكوا السبعة-إلسن
أو أسامي “كتائبهون” إسلامجية
وهلم جرا.
إنو “شرِف: ما قلنالك، نحنا شعب متخلف؟
ما قلنالك بهايم وحملت سلاح؟
شرِف:
إعدامات ميدانية
وعنف
وتطرف
وشوبيعرفني—
خيو، ضاعت الثورة!”
.
..
بدي قللكون شغلة واحدة.
شغلة واحدة بس:
هيك أعمال،
أكيد مُدانة. أنا شخصياً بدينها.
بس لازم شوفها بإطارها: هاي أعمال جاية بخضم ثورة طويلة عريضة، مو كل أعمالها من هالنمط
وهادا الشي، مؤكد ومثبت، وما فيه كتير داعي نرجع قصة قصة، نناقش ونفند—
فيه أرشيف عملاق، مصور
معظمو بيدل ع ثورة إنسانية، فيها الشي الكتير من الأخلاقية، بالعموم
والوعي الشعبي البسيط، مو المثقف
يللي بيعبر عن حالو بشعارات، وهتافات، وتصرفات –
عم تطلع كلها تحت الحد الأقصى من القمع والعنف اللا-إنساني.
وع كلٍ، حلو التاريخ،
مو حلو؟؟
شوفوا تجارب الشعوب.
.
..
معظم السامعين الأفاضل
بيحوالو شي شغلة طليانية، يعني، باعتبار الطليان كوول
ورب الستايل
وبيحبللو شي ممثلة أو ممثل طلياني
وبيعشقلو شي فريق بالكالتشيو—
خيو، حضارة الطليان.
مو؟؟
طيب.
شوف تجربة الطليان، يا رعاك الله:
.
..
[هالحكي نقلاً عن الويكيبيديا] اعتُقل الدوتشي وعشيقته كلارا بيتاتشي في 26 أبريل 1945 في دونغو في منطقة بحيرة كومو شمال البلاد فيما كانا يحاولان الفرار إلى سويسرا.
في اليوم التالي أتت الأوامر من مجلس جبهة التحرير الشعبيه بإعدام موسيليني،، وجاء العقيد “فاليريو”—الذي أنضم سراً للجبهة—إلى مكان اعتقال موسوليني، وأخبره بأنه جاء لينقذه، وطلب منه مرافقته إلى المركبة التي كانت في الانتظار.
ذهب به إلى فيلا بيلموت المجاورة، حيث كان في انتظارهم فرقة من الجنود.
كانت جبهة التحرير قد قبضت على أغلب معاونيه وحددت 15 شخصا منهم بإعدامهم،
وفي يوم 29 أبريل، تم تجميعهم—بما فيهم موسوليني، وعشيقته “كلارا”—وتم نقلهم ليـُـشنقوا مقلوبين من أرجلهم في محطة البنزين “إِسو” في مدينة ميلانو.
(وتعتبر هذه الطريقة في الإعدام، مخصصةً للخونة في روما القديمة، التي حاول موسليني اعادة امجادها).
وعُرضت جثتاهما
مع جثث خمسة قادةٍ فاشيين آخرين في ساحةٍ عامةٍ في ميلانو
معلقةً من الأرجل أمام محطةٍ لتزويد الوقود. وجاءت الجماهير
تسبهما
وتشتمهما
وتبصق عليهما
وترميهما بما في أيديهم.
ثم،فقدت الجماهير السيطرة على نفسها،
فأخذت بإطلاق النار على الجثتين
وركلهما بالأرجل.
وفي القرى والمدن، قُتِل كثير من الفاشيست [يعني أنصار موسوليني، مشان يللي مو فهمان!] حيث وضعت جثثهم في سيارات نقل الأثاث وتجولت بهم في شوارع ميلان.
وبعد انتهاء كل شيء، أُخذت الجثث ودُفنت سراً في ميلانو.
وفي سنة 1957 سُلِمت جثة موسوليني لأهله لتدفن قرب مدينته التي ولد بها.
.
..
منتهى الوحشية بالتعامل مع كائن بشري
صحيح هو كان مدوقهون المر، ولاعن أفطاس أفطاسهون،
وغرق بلادهون بالذل والهوان والاحتلال والهزيمة والدمار
بس
وين أخلاق المحاربين، يا شباب؟؟
وين التحضر؟؟
هيك شي، معناتو مستقبل مظلم، أسود، متل الطحل
لإيطاليا،
مو؟؟
بظن
الأحسن، ما جاوب هالسؤال، لإنو الحقيقة واضحة.
.
..
إيطاليا اقتصاد ما بيشبه الاقتصادات العالمية التانية، وعندهون مشاكل وفساد سياسي.
أكيد.
بس
بشرفكون، بشرفكون،
إذا صرنا متل إيطاليا، كوضع عام،
حدا منكون بيشكي، بالله؟؟
لأ، أكيد.
طيب، كيف ظبطت معهون، وهنن هيك صار معهون
شي بيشبه الشي يللي كتير كتير مستنكرينو إنتو؟؟
اسألوا حالكون.
ولا تخافوا ع سوريا، ولا ع الثورة.
هيك شي بيحصل، ويمكن لازم يحصل
حتى لو ما منريدو أو منأيدو.
بس حاجة سح ونح ودموع ولطم ع الخدود—
أو، ع قولة الفيلم:
“لا تبكِ، يا حبيب العمرْ!!”
.
..

موسوليني معلقاً من كرعوبه في ساحة PIAZZALE LORETO

 

عن جمال منصور

جمال منصور
شاعر سوري مقيم بكندا. مختص بالعلوم السياسية في جامعة كونكورديا