جمال منصور

جمال منصور

شاعر سوري مقيم بكندا. مختص بالعلوم السياسية في جامعة كونكورديا

الرفيق سعيد حمّادي – جبنة “كرافت” علب

جبنة كرافت - هدية حافظ الأسد

جمال منصور   كم كانَ “سعيداً،” دائمَ – الابتسامِ بفمٍ ذو أسنانٍ أكبر من الحجمِ الطبيعي. الرفيقُ “سعيد حمّادي” حينما زار معسكر التدريبِ الجامعي، في الديماسِ، في العامِ ١٩٩١ ناقلاً إلينا تحياتِ “أسدِ العروبةِ،” ومحبةَ “الأبِ القائدِ” لأبنائهِ مع شاحنتينِ…

KAKISTOCRACY

جمال منصور   بالزمانات*، بنهايات عهد الأب الحاقد، حافظ الأسد بيقيل الأفندي أطول رئاسة وزارة بتاريخ سوريا المعاصر —حكومة محمود الزعبي، المنتحَر، من بعد هالقصة بشوي— وبيعين محمد مصطفى ميرو رئيس وزارة، ليسهِل استلام إبنو بشار السلطة من الناحية الشكلية…

ستُ منمنماتْ – برزَهْ، مسبقُ الصنعْ

جمال منصور     منذ الأبدِ تحملُ حبالُ الغسيلِ الفوضويةُ الجواربَ المرتقةَ/الألبسةَ الداخليةَ الملونةَ/صدرياتِ المدارسِ/البنطلوناتِ مقلوبةِ الجيوبِ، الـ لا تحملُ نقوداً، في العادةِ وحكاياتٍ متراكبةٍ كما تلكَ الشرفاتُ المطلةُ واحدها على الآخرْ منذُ الأبدْ… [غسيلْ] … … ناحلٌ بشكلٍ ملفتٍ،…

أحزانٌ، في ملجأ الغارات – BOMB SHELTER BLUES

ككراتِ العثِ، أو كالعصافيرِ محروقةِ الأجنحةِ تكومنا كلنا، في الزاويةِ المحشورةِ بينَ الأسمنتِ المسلحِ، والأسمنتِ المسلحِ نسمعُ، رغمَ القصفِ، الشهقاتِ المكتومةَ، بالكادِ لجارتنا البدينةِ، وأطفالها المرتعدينَ، للمرةِ الأولى في الملجأ القديمِ، الـ كانَ مهجوراً منذُ الحربِ الـ أسموها “تحريريةً” والـ…

عباءة سوداء

جمال منصور     من قلب كربلاءَ أتانا— متسربلاً يالسوادِ/بالعتمةِ/بالدمِ/بالغبارِ/بالأشلاءِ/بالعدمِ صوتهُ كسيوفِ الثأرِ مثلومةِ الصليلِ وفي ذقنهِ الكثةِ الفاحمةِ يختبئُ الرعبُ، وتحتَ إسارِ عباءتهِ الفضفاضةِ، ككلماتهِ، يمشي تاريخٌ مفخخٌ بالحقدِ — تماماً، كتلكَ العبواتِ الناسفةِ والصواريخِ الـ ترسلها كلماتهُ —وإيانا—…

Primus inter pares

Primus inter pares

جمال منصور     أنا مثلك، لكنّني أكثر فحماً— أكثر دمعاً— أكثر شهوةً للموت— وأقلّ صبراً. أشعل السماوات وقلّب على جمر الأغنيات، نخل الحروف؛ وقل: “قد كنّا، ولم نعد”. يا موت الفراشات، يا تفرّس الجثث السائرة على قدميْن في إسفلت…

المخمور

المخمور - نص لجمال منصور

جمال منصور       كونشرتو قصيرٌ لعصفِ الروحِ، هديرٌ للا-شيءَ رشفةٌ حرَّى أخيرَهْ عين الإلهِ حمراءُ ورحمُ السماءِ يحبلُ بالاسودادِ وأنا؛ قشّةٌ تطفو— تهيمُ— تنسلُّ— في نهرٍ من الدمِ أسمّيهِ دمشقْ… . أتخبَّطُ، أترنّحُ، أهاجرُ، أنوسُ، —كبندولِ ساعةٍ متقاعدةٍ…

ثرود باميه

ثرود بامية

جمال منصور     لي في الجبيلة قرصا “مشحميةٍ” وكأسُ لبن عيرانٍ صباحي. لي عندَ الفلاحاتِ خبزٌ وانعتاقاتٌ صغيرةٌ بصوتِ الأهازيجِ الفراتيةِ الحزينةِ أبداً. لي في حويقة “كاطعَ” جلسةُ نميمةٍ، وكأسٌ من “الشاي-دانِ” الساخنِ الحلو الكثيفِ الغامقِ كليل الفراتْ. لي…

المقبرةُ الفرنسيَهْ

المقبرة الفرنسية - جمال منصور

جمال منصور   كأيةِ امرأةٍ ساديةٍ — ستبقى ذكراكِ الأثيرَهْ/ذكراكِ القابضةُ على الروحِ/ذكراكِ المريرَهْ كسكينٍ في أعلى الصدرِ، إلى اليسارِ، قليلاً، تسكنهُ أينما ارتحلتُ عنكِ هرباً لا أهرُبْ… [دمشق—رفقاً، يا ذا السكينْ] … … في ظلِ صنمِ حافظِ الأسدِ طويلِ…

أبو فياضْ – “شاورما جاجْ”

شاورما

جمال منصور   في هواءِ أيلولَ المُصمتِ الصلبِ كجرذَيْن خائفَيْن، جلسنا أنتِ أنا على الدكةِ الحجريةِ لمطعمِ الربيعِ “بإدارةِ أبي فياضَ” تحتَ علبِ كولا المندرينِ البائتةِ وتلكَ الليموناتِ البلاستيكيةِ الـ في عمرها ما خدعتْ أحداً نطلُ على أمعاءِ دمشق الـ…

لا تبكِ، يا حبيبَ العمرْ!!

جمال منصور     لا تبكِ، يا حبيبَ العمرْ!! هادا إسم فيلم مصري، من تبعات السح والنح. شو مناسبتو، هلق؟؟ ممممممم. مناسبتو هو السح والنح، والمنَاحة يللي انفتحت ع الثورة، وأخلاقيات الثورة، وتصرفات الثورة، وبطيخ المبسمِر تبع الثورة من بعد…

بريدٌ إلى السمَا

صندوق بريد

جمال منصور     ما كانَ اسمُها قل لي، بربكَ، تلكَ الفتاةُ كبيرةَ الردفَيْنِ الـ كانَ ابوها سائقاً في المخابراتِ الجويةِ— تلكَ الـ كانت تستقبلُ أشباهَ الرجالِ من رفاقِ أبيها في بيتِ أبيها الـ كانَ بسيارتهِ يغتصبُ البلادَ بينما كانَ…

شهيدٌ مبنيٌ للمعلومْ

Martyrs Monument Damascus qasioun

جمال منصور . يا ذا “الجندي المجهول”؛ فلتتنحَ عن رأس الجبل العتيقِ الـ احتللتهُ أعواماً، فلتخرج من عيد الشهداءِ ونشرات أخبار السابعةِ والنصف، الـ لا يشاهدها أحدٌ فلتبصقْ أكاليل الزهر الكاذبة، الـ يشوهون بها أقدام صرحكَ باسم الرئيسِ فلتطلقْ طلقتك…

MATADOR

MATADOR Dahnon

جمال منصور . بهدوءٍ وبورجوازيةٍ مهذبةٍ، قاتلةٍ برفقٍ وأناقةٍ سأرتدي بذلتي السوداءَ الموشاةَ بذهبٍ نافرٍ عن الذوقِ، وحذائي الأسودَ المصنوعَ من “الشاموا”، سأصففُ ما تبقى من شعري إلى الوراء وسأرفعُ ياقةَ قميصي الوردي وسأنزلُ إلى الـ ARENA لأواجهَ شبح كل ثيراني…

NOTHING EVER HAPPENS

NOTHING EVER HAPPENS

تنِمُ النساءً، على النساءِ/ينكشُ موظفو الدولةِ، بين كشِ الذبابِ والعبوسِ، أنوفهُمْ/يكتبُ المخبرونَ التقاريرَ على الجميعِ/يشتمُ سائقو التكسياتِ الله، والزبائنَ، وشرطةَ المرورِ، إذ يبصقونَ من النافذةِ/يهربُ الطلابُ من مدارسهم ذاتِ الأسوارِ العاليةِ، كالسجونِ/تطلعُ البيوتُ المخالفةُ كالفطرِ المسمومِ على وجنةِ قاسيونَ البائسِ المهلهلِ.

تانغو سبعُ جلودْ – في سبيلِ البعثْ

جمال منصور   ليست هذهِ أحلامي لا، ليست هذي أغنياتي الصغيرةَ/ولا ورودَ أمي، في تنكاتِ السمنةِ المتقاعدةِ/ولا شوارعي/ولا شمسي الوقحةَ تلكَ الـ رسمتها أصابعُ “طلائعِ البعثِ” على جدار الخرابةِ الـ ما زالت واقفةً تتحدى البناياتِ النظيفةَ على مدخلِ الشارعِ المؤدي…

أصابعُ زلقةٌ ملساءْ

 جمال منصور   لم تلمس، من قبلُ، معولاً لمْ تمسح الوحلَ عن أسفلِ القدمٍ المحناةِ بالأغنياتِ ولا مسحت حذاءً مهترئاً في طرفٍ، أكثرَ من طرفٍ ولا صبت يوماً باطونةً واحدةً، في بيتٍ مخالفٍ على جبلٍ تحت أنفِ الإلهِ ولا استجدت…

أرضي شوكي، أنكينارْ

جمال منصور كانتْ أصابعهُ دوماً ملطخةً بالسوادِ الفاحمِ صاحبُ محل الألعابِ الصغيرةِ في منتصفِ الحارةِ، من العبثِ ببسكليتتهِ الصينيةِ القميئةِ لربما، ذاكَ الـ كانَ اسمهُ “فاروجُ” والـ كانَ الكل ينادونهُ “فروجْ”— كمْ كان يضحكُ حين يخظؤونَ لفظَ اسمهِ أو حينَ…

دعاءُ الكروانْ – زيلْ ١٦٤

جمال منصور     يا اللهْ يا اللهْ يا إلهَ الفقراءِ/ والأراملِ/ والأيتامِ/ وسائقي التكسياتِ/ ولاعبي الكرةِ أثناءَ ركلاتِ الجزاءِ الترجيحيةِ/ وطلابِ البكالوريا الـ على وشكِ الرسوبِ/ والشحاذينَ ومتسولي إشاراتِ المرورِ وشيوخِ الجوامعِ التنابلِ، الـ تفوحُ منهم رائحةُ المسكِ والأكاذيبُ —…

جاموقه – أعطني الناي، وغنِّ

جمال منصور   حفاةً عراةً في زمهريرِ مصيافَ قفزنا، بأمرِ الضابطِ الهمامِ الـ زمجرَ – كعادتهِ، كلَّ صباحٍ – في الجاموقةِ المترعةِ حتى الطفحِ ببولِ/منيِّ/قيءِ/خراءِ العساكرِ القصفينَ اللا-مبالينَ نخوضُ فيها برداً وخوفاً وحزناً على الذاتِ وعلى البلادِ، ككلِّ صباحٍ في…

أوتوستوب – كنتُ هناكَ، كنتُ هناكْ

 جمال منصور   كعادتها، محطَّةُ “الكرنكِ” تزخرُ بجثثِ الباصاتِ المهترئةِ، الـ صُنعَتْ في ألمانيا الشرقيَّةِ / أبخرةِ المازوتِ / جثثِ السجائرِ الرخيصةِ / رائحةِ الفلافلِ المقليَّةِ، للمرةِ الألفِ / الباعةِ المتجوِّلينَ، وبضاعتهِمْ الـ  لا تعني إنساناً / الشحَّاذينَ الكذَّابينَ، على…