الصفحة الرئيسية / تجريب / ALEA IACTA, EST – سبقَ السيفُ، العذَلْ
يا للسخريَهْ!! هذي الدبابةُ الـ دفعتُت ثمنها من دمي كي تمشي على دمي!! يا للسخريَهْ!!... [ومن دمِ كلِ شهيدٍ، مِدادْ]

ALEA IACTA, EST – سبقَ السيفُ، العذَلْ

جمال منصور

 

حركةُ الثامنِ من آذارَ
حركةُ ٢٣ شباطَ
الحركةُ التصحيحيةُ—
لماذا لماذا
كل هذه “الحركاتِ”، وكل شيءٍ لمْ يزَلْ
في نفس المكانِ العفِن
المقيتِ
منذُ خلقِتْ؟؟…
[حركاتْ]

كانَ زميلي
من الصفِ الثاني الإبتدائي
ابنُ الضابطِ المتخمِ بالنجومِ
ِالـ صارَ ضابطاً متخماً بالنجومِ/والميرسيدساتِ/والنساءِ المرصعةِ بالشهوةِ المرنةِ/والفيللاتِ/والعناصرِ، الـ يلعقونَ أسفلَ بسطارهِ المسنن/ويعبدون شارةَ “الفرقةِ الرابعةِ” الـ يرتديها على كمِ بذلتهِ المموهةِ
يهوى استخدامَ المسدساتِ
الـ كانَ يحتفظُ بها، في “المكتبةِ” الـ فوقَ سريرهِ
ويهوى
دعوةَ رفاقهِ الأطفالِ
بعدَ مشاهدةِ “إفتح يا سمسِمْ”،
إلى حفلةِ تدريبِ الرمايةِ
من شرفةِ غرفةِ نومهِ، في العدوي
على حبالِ الغسيلِ/على سياراتِ الجيرانِ/على ظلالِ المارةِ، الـ كانوا يقفزون رعباً/على الغيومِ/على اللهِ
وأظنهُ ما زالَ يهوى ذلكَ اليومْ…
[نادي الرمايَهْ]

هذي الشتائمُ لم تعُدْ تكفي
لترسم على وجهِ السماءِ سوادَ الروحِ
الـ تفحمَتْ
بين الجثثِ المتناثرةِ، بغيرِ ترتيبٍكأنها سجائرُ يلقيها الجنودُ على أعتابِ خوفهِم الممسكِ بالزنادِ بمتانةٍ
ليثقبوا وجنةَ اللهِ
بقذائفَ روسيةِ-الصنعِ
ويُدموا الشوارعَ –
لا،
هذي الشتائمُ
لم تعُدْ تكفي…
[يلعن روحَكْ، يا حافِظْ]

هذا الصباحُ
مخدوشُ الجبينِ بالطائراتِ العموديةِ
الـ ضلتْ سبيلها،
وبصخبِ الشعاراتِ منتهيةِ – الصلاحيةِ
كعلبِ المرتديلا المغشوشةِ
وبآهاتٍ ثكلى
تخربشُ، كالمجانينِ، على وجهِ السماءِ –
تحاولُ أن تدقَ بابَ الإلهِ
فتصيدها
رصاصاتُ القنصِ
هذا الصباحْ…
[BOTOX]

ظلي على الجدارِالليلةَ، ذكرني
بشاهدةِ قبرٍ، لم أزرها منذ زمانٍ مضى
في بلادي
المرشوشةِ، كالمناقيشِ، بالقبورِوبرائحةٍ
تشبهُ تصاعدَ الأرواحِ
والعفَنْ…
[مقابِرْ]

كرمحٍ
أو كسيقانِ الفلامنكو النحيلةِ
تنغرزُ في الروحِ
أظافرُ هذهِ الجثثِ الصغيرةِ –
أكادُ أسمعها في رأسي، صرخاتها الأخيرةِ
الوحشيةِ
اليائسةِ
العبثيةِ
قبلَ أن يسودَ الصمتُ الأسودُ
المصبوبُكالفولاذْ…
[فلامنكو]

يا للسخريَهْ!! هذي الدبابةُ الـ دفعتُت ثمنها
من دمي
كي تمشي على دمي!!
يا للسخريَهْ!!…
[…ومن دمِ كلِ شهيدٍ، مِدادْ]

عذراً
حضرةَ الإمامِ علي—
فـ “لوكان الموتُ رجُلاً،
لقتلتُهْ!!”…
[في رحابِ الموتْ]

عن جمال منصور

جمال منصور
شاعر سوري مقيم بكندا. مختص بالعلوم السياسية في جامعة كونكورديا